في عرفنا الإعلامي الرياضي، النادي ثم النادي وما بعده مقبلات بها تسمو المعرفة، مع وضع ألف خط تحت المعرفة، والحفاظ على كلمة تسمو بين قوسين لكي لا يشوه جمالها..!! عبر وسائل الإعلام عليك أن تضبط أعصابك ان قرأت كلمة مستفزة لك وأن تكون هاديا جدا وأنت تسمع كلمة خادشة للمهنية..! بدأنا نتعامل في نتاجنا اليومي بمصطلح يعود ضميره المتكلم على النادي، ونكتب بعبارات مجالسنا الدارجة التي فيها نادينا وناديكم وان سألنا سائل عن سر هذا التحول، لن نتردد في القول له قبل أن نجيبه، وش تشجع، حتى نبدأ معه الحوار...!! المشكلة أننا كلنا متورطون في هذه القضية، لكن من الصعب أن نعترف، وإن تجرأ أحدنا وقال ما يمكن أن يقال في هذا الجانب يحاسب في التو واللحظة؛ لأن زملاءنا كلهم يرفضون أن تلصق بهم تهمة التعصب وتهمة الارتماء في أحضان الأندية التي سلمتنا كمندوبين لها في الإعلام حق التمثيل وان غابت عنا معلومة يجيك المدد حاضرا بحاضر بشرط أن نقول نحن ولا نذكر مصدر المعلومة لكي نحافظ على علاقتنا بالإدارة وصاحب القرار في النادي..! الأكثر إيلاما أن زملاء النادي الواحد في الإعلام يتبارون يوميا ليثبت كل منهم أنه الأكثر تعصبا لناديه وان لم يجد منبرا للتباهي بتعصبه يذهب إلى تويتر وهناك عاد الشغل على المكشوف والشهادات توزع أولا بأول... أما الطامة الكبرى فتكمن أن بين هؤلاء من يصدق أنه إعلامي كبير في وقت لا يتجاوز نتاجه آراء متعصبة لناديه ومصالح ناديه الذي فيه جمهور لو مثلوه في الإعلام ربما كانوا أكثر موضوعية من هذا الإعلامي وأقرانه في أنديه أخرى..!! دعونا نكون صرحاء مع أنفسنا قبل أن ندعي ذلك مع الآخرين، دعونا نعترف أن إعلامنا الرياضي يعيش واقعا مؤلما وواقعا يجرنا للخلف عشرات السنين..!! الإعلام رسالة وليس تجارة كما يزعم بعض صحفيي الصحف المتخصصة أو برامج التوك شو التي تعبث تحت ما يسمى السوق عاوز كدا..! امتعض زميلي الشاب حينما قلت له كم احتجت حتى أصبحت كاتبا، وغضب زميلي الآخر حينما قلت له تحتاج لوقت حتى تفرق بين بقلم وبألم..!! وحينما أتحدث بهذا الشكل فلا يعني أنني اتنصل من أخطائي بقدر ما اذكر أن مصائب الأمس أهون ضررا من مصائب اليوم التي وصلت لحالة خطرة جدا..!! أما السجال الحاصل بين بعض الإعلاميين فهو مخز بكل ما للكلمة من معنى، ولا سيما أن الأدوات أحيانا التي تستخدم بين الأطراف في قمة البذاءة وتسمى في عرفهم رأيا ورأيا آخر..!! شاهت وجوه وصغرت عبارات وألغيت برامج بسبب فوز أحمد عيد آسيويا..!! ضحكت وهم يتباهون برئيس عينه رئيس، ومازلت أضحك على من اعتبرها ضربة معلم..!! كفاية (.......) فمنابرنا الإعلامية وإن صغرت في عيون كثر تظل للرأي وليست للتسول... يقول نجيب محفوظ: ما أجمل الغرباء حين يصبحون أصدقاء بالصدفة وما أحقر الأصدقاء حين يصبحون غرباء فجأة...!!