حذر مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من الخيانة، موضحا أن أشد أنواعها خيانة الدين وضرب الأمة في ظهرها وإعانة أعدائها عليها لإضعاف كيانها. وقال، في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض أمس، إن خيانة الأوطان محرمة ويكون ذلك بالسعي في تخريبها وإخلال أمنها والتعاون مع أعدائها وإطلاعهم على مواقعها ونقاط الضعف فيها، مؤكدا أن وطن المسلمين أمانة في أعناق الأمة ويجب أن نكون عيونا ساهرة ضد كل مخرب ومفسد. وبين أن من خيانة الأمة بث المخدرات وترويجها، وقال إن طاعة ولي الأمر بالمعروف واجبة والتعاون معه كذلك، أما الخارجون عن طاعته والمخالفين لأمره، فهذا يعد خيانة، ومن الخيانة أيضا خيانة الراعي لرعيته، وخيانة الأمة في مشاريعها العامة، وخيانة التجار المسلمين واحتكار الأموال بها للتلاعب بالأسعار، وترويج السلع المنتهية الصلاحية، وخيانة الشركاء وعدم الوفاء بالعقود. وثمن الخطوة التي من شأنها إعادة حقوق المساهمين في المساهمات المتعثرة، عادا إياها خطوة إيجابية، مطالبا رؤساء الشركات بإعطاء المساهمين حصصهم ونصيبهم، وأضاف: كثير من المساهمات المتعثرة سببها تساهل المسؤولين في الشركات واكل أموال الناس بالباطل، فالبعض تلاعبوا بالناس وأكلوا حصص المساهمين موهمين الناس بأن السوق غير مناسب الآن في حين أنهم يرابون بها ويتلاعبون، لكن قرار بيع هذه المساهمات وإعطاء الناس حقوقها موفق وعمل طيب. وطالب الإعلاميين بتسخير التقنية الحديثة في الدفاع عن قضايا الأمة والحذر من كل ما يضرها، وطالب الجنود البواسل بالحرص على الوطن، مؤكدا أنهم مؤتمنون على حمايته، كما طالب المسؤولين عن الدوائر الأمنية والعكسرية بتقوى الله والحذر من إفشاء الأسرار، ومعالجة القضايا بالحكمة والتصرف الحسن والحذر من تسلل من لا خير فيهم ممن يفشي أسرار الأمة ويوضح نقاط الضعف فيها. وأردف قائلا: ومن أنواع الخيانة خيانة الباعة، فالبائع يتقي الله لا يبيع سلعة حتى يبين عيوبها وخللها ولا يمدحها ويخرجها ويخفي عيوبها، فإن هذا من الخيانة كل هذا تفريط في الأمانة، ومن الأمانة أيها المسلم أداؤك لما وكلت عليه من أموال عامة أو خاصة؛ كالمواريث والأوقاف والوصايا وغير ذلك فأدها كاملة واعلم أن خيانتك فيها خيانة للأمانة «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل»، ومن الخيانة خيانة الشريك للآخر، فالشريكان إذا اتقوا الله في أنفسهم وفي من ساهم معهم فليتقوا الله في أنفسهم وفي من ساهم معهم ولا يخونوا أمانتهم. ومن الخيانة في الأمانة عدم الوفاء بالعقود فاتق الله وأد الأمانة كما أمرك الله فمن الخيانة الإخلال بذلك قال تعالى «فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه». وأضاف: ومن الخيانة الخيانة الزوجية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج)، فشروط النكاح سواء على الزوج أو الزوجة لا بد من تنفيذه والإخلال به خيانة زوجية ومن الخيانة أن تخون الزوجة زوجها في إفشاء أسراره وإدخال في بيته من لا يريد إدخاله أو خيانة في أمواله.