فوجئ العالم بقدرة عملية عاصفة الحزم بقيادة المملكة في اليمن في تحقيق اهدافها. والملفت للأنظار هو حجم القوات المتحالفة والمشاركة في العملية العسكرية، كما أن عنصري السرعة والمفاجأة أدهشا المراقبين، لقد اشتعلت شرارة العمل العسكري عندما بدأ الحوثيون المدعومون من إيران يهاجمون مدينة عدن والتي اتخذها الرئيس مقرا مؤقتا لسلطته الشرعية. فبينما كانت القوات السعودية تقصف المواقع الحوثية في البر اليمني كانت السفن البحرية المصرية قد وصلت إلى باب المندب الذي يعتبر من أهم المنافذ الاستراتيجية، كما تحركت السفن الباكستانية في اتجاه عدن للحيلولة دون وصول الإمدادات الإيرانية إلى الحوثيين برا، وأعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية بأنها لن تسمح بأي عدوان على المملكة العربية السعودية، كل ذلك قيد حركة إيران وجعلها تفكر طويلا في سياساتها العدوانية في المنطقة، فهل كان العالم غافلا عما يجري على الساحة. لقد سبق قرار عاصفة الحزم جهد سياسي مكثف ومبادرات لمواجهة جماعة الحوثي، وهو ما صرح به أنور قرقاش وزير خارجية الإمارات في تغريدته، ومع ذلك فإن هناك بعض التفاصيل تظل في طي الكتمان، لكن هذه المبادرة السعودية تعد بداية للتحول في الشرق الأوسط، إذ وضعت الدول العربية على خط المواجهة مع إيران التي لا تزال في غيها ومحاولة زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، مستخدمة في ذلك المتاجرة بالقضية الفلسطينية وشراء الذمم من قبل ضعاف النفوس. إن موافقة مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار العربي بشأن اليمن الذي يفرض حظرا على توريد الأسلحة للحوثيين صفعة دولية لإيران وعملائها في المنطقة العربية، وإن هذا القرار نقطة تحول في الشرق الأوسط، أعطى مشروعية كاملة لعاصفة الحزم، كما يعتبر انتصارا للدبلوماسية السعودية وهزيمة ليس لإيران وحدها بل لكل من يعبث بالأمن القومي العربي والإسلامي، وقد انعكس ذلك على الميدان فشاهدنا الحوثيين ينسحبون من الحديدة، وانضمام لواءين من قوات المخلوع علي عبدالله صالح إلى الشرعية، وهذا يجعل قوات التحالف تستبعد التدخل البري، لأن القوات الشرعية سوف تتجمع مع اللجان الشعبية وتطرد فلول المتمردين وتخرجهم من المدن، بل وتلاحقهم إلى أماكنهم ولن يجدوا من يناصرهم، لأن القرار الدولي سوف يلاحقهم بموجب المادة السابعة بل يعاقب من يؤويهم.