عرضت على مسرح ميامي مساء أمس الأول بالقاهرة مسرحية (القناع) التي تشارك بها المملكة في مهرجان القاهرة للمسرح العربي الذي بدأت فعالياته أمس الأول. وقبيل العرض قال علي بن عبدالرحمن الغوينم رئيس جمعية الأحساء للفنون التي قدمت العرض ل(عكاظ): إن (القناع) مسرحية من تأليف الكاتب العراقي قاسم محمد، وتم اختيار هذه المسرحية، التي أتمنى أن يستمتع بها الجمهور المصري، لاستيفاء شروط العرض الجيد من نص وإخراج وأداء مشرف. والمسرحية تحكي عن تغير الإنسان وتغير الوجوه، ولذا سميت ب(القناع)، بعض ما تظهره غير ما تخفيه في قالب حكاية جميلة، عن نص كتب بعناية من خبير، يؤديه الشباب على خشبة المسرح، والمسرحية تستخدم الرمز، وقد تميل إلى الواقعية أكثر، عرض فيها كثير من التجريب من سينوجرافيا وأداء صوتي معبر وديكور. وأضاف: المسرح السعودي مسرح هواة، لكنهم هواة يقارعون المحترفين، وتظل الهواية هي القاعدة الأساسية، كل المسرحيين إما طبيب أو مهندس أو أستاذ جامعي، لذلك هو بعيد عن مسألة الاحترافية. ورغم أن المسرح السعودي مسرح هواة، فقد حقق العديد من الجوائز في مهرجانات خليجية ومهرجانات عربية، ونتمنى أن تأتي اللحظة التي نقول فيها إن لدينا محترفين، ومعنى هذا أن تأتي اللحظة التي يكون العمل المسرحي هو الأساس، أن يعمل ممثل مسرحي ومخرج محترف، أن تكون لقمة عيشه هي العمل المسرحي وهذا لم يحدث إلى الآن. وقال الممثل السعودي عبدالعزيز إسماعيل عضو لجنة التحكيم بالمهرجان: إن المسرح السعودي كله تقريبا مسرح هواة، بمعنى أن الهاوي مرتبط بأعمال أخرى بخلاف المسرح، لذلك لا يأتي إلى المسرح إلا عن حب، لا يمكن لشخص هاو أن يأتي إلى المسرح وهو مشغول بأشياء أخرى، ولو كان مشغولا لذهب إلى الأعمال التي تشغله، كذلك لا يأتي الهاوي إلى المسرح إلا محبا للمسرح، لذلك فإن رواد المسرح في العالم العربي خرجوا من معطف الهواة، وهو أمر مذهل لدينا، فلا توجد لدينا أكاديميات متخصصة بالمسرح، ولا توجد لدينا مؤسسات إنتاج مسرحي، لدينا بعض الفنانين البارزين بعملون بشكل مستقل في الدراما التليفزيونية، والغالبية العظمى هواة، ويقدمون عروضا مستمرة، ويشاركون في مهرجانات الداخل والخارج، ويحققون جوائز ولله الحمد، وعروضهم مميزة لا تقل عن أية عروض من دول أخرى، والفارق بين الهواية والاحتراف أن المحترفين أشخاص متخصصون، ويعملون في مؤسسات مسرحية غالبا ما تنتمي إلى القطاع الخاص، وليس لدينا قطاع خاص في المسرح. وأكد عبدالعزيز إسماعيل أن عرض (القناع) متميز ينافس العروض الأخرى المحترفة، ونتوقع أن يكون له حضور مميز في مهرجان القاهرة، إضافة إلى أننا نعمد إلى أن نتيح الفرصة أمام الفرق المسرحية بالمملكة للمشاركة بالمهرجانات. ويحمل المهرجان شعار (التضامن العربي ضرورة حتمية)، وقال الممثل المصري يحيى الفخراني الرئيس الشرفي للمهرجان: «في عز الفرقة العربية لم أكن أشعر خارج مصر بأنني غادرت بلدي»، في إشارة إلى القطيعة بين مصر وأغلب الدول العربية بعد توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979. أما الممثل المصري عزت العلايلي رئيس لجنة التحكيم فقال إنه يحلم بتأسيس (كومنولث فني عربي) يعنى بتقديم أعمال مسرحية لن تقل - في رأيه - عما يقدمه المسرح العالمي من أعمال نظرا لوفرة النصوص العربية والفنانين الهواة القادرين على تقديمها. وكان عبدالواحد النبوي وزير الثقافة المصري قد افتتح مساء أول أمس الأحد فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته الثالثة عشرة.