يشهد الأول من رجب كل عام تقاعد آلاف الموظفين من القطاعات الحكومية وبعض الأهلية، كون تاريخ ولادة نصف المواطنين مسجلة لدى الأحوال المدنية بتاريخ 1/7، منذ إقرار نظام الجنسية، الذي حتم على المواطنين تسجيل شهادة الميلاد، حيث إن غالبية من ولدوا في بداية الثمانينيات الهجرية من القرن الفائت تم إصدار شهادة ميلادهم بتاريخ الأول من رجب. «عكاظ» استضافت أمس الاثنين رئيس مجلس إدارة الجمعية الوطنية للمتقاعدين أحمد بن عبدالله الصبان، تزامنا مع تقاعد آلاف الموظفين، الذين ودعوا الحياة العملية الرسمية في قطاعات الدولة وبعض الجهات الأهلية، إذ واجهته بملفات تفاوت رواتب المتقاعدين، ومصادرة امتيازات خدمية هي من حقوقهم في الحياة.. فإلى نص الحوار: تستقبلون اليوم آلاف المتقاعدين الجدد، وهم بمثابة دفعة جديدة تضاعف العبء على الجمعية.. فهل أخذتموهم في الحسبان ضمن خططكم وبرامجكم؟ نحن نعمل على إعداد خطة لإعادة هيكلة الجمعية، وتقييم الخدمات الحالية، لدفع برامج تقوم على أساس «العطاء»، وتعزز مفهوم التقاعد من الوظيفة لا التقاعد من العمل، سواء كان التقاعد إلزاميا بسبب السن أو النظام، أو التقاعد الاختياري المبكر.. فالمجلس الحالي يدرس سبل الاستفادة من الخبرات، واستثمارها في مجالات عدة، إذ سنناقش في الجمعية العمومية غير العادية المقبلة السبل التي يمكن تأسيسها لتقديم خدمات للجهات الحكومية والأهلية والجمعيات الخيرية غير الربحية، لإيجاد فرص عمل للمتقاعدين، وهذا له الأثر الأكبر في توطين الوظائف، وتقليص استقطاب خبراء من الخارج. منتهوو الصلاحية وهل لمستم في السابق تجاوبا لدى الجهات المستهدفة لاستقبال متقاعدين قد يكونون في منظورهم «منتهيي الصلاحية»؟ هناك مجالات يمكن العمل فيها، كوظائف الأئمة والخطباء، وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات على نظام التعاقد أو المكافآت. كأنني ألمس من هذا غياب الجانب الرعوي للمتقاعدين؟ لن نغيب الجانب الرعوي إطلاقا، وإن كنا نركز في المرحلة المقبلة على جانب استدامة العمل واستمراره أكثر من الرعوية، فللتو أنهينا دراسات لكيفية الاستفادة من المتقاعدين بحسب وظائفهم، فالمعلمون مثلا يمكن استثمار مقدرتهم في الدروس الخصوصية وحصص «التقوية»، بدلا من أن يؤديها معلمون غير سعوديين بطرق عشوائية، فضلا عن وجود حالات من التواطؤ في حالة أن المعلم الخصوصي الذي يدرس الطالب في المساء في منزله، يدرسه في الصباح في المدرسة الأهلية. كم عدد المتقاعدين المسجلين لدى الجمعية حتى أمس؟ ألف و400 متقاعد فقط لنكن أكثر واقعية، فعدد المسجلين يجعلنا نسأل: الموظف المتقاعد بالأمس ماذا سيستفيد لو سجل في الجمعية؟ هناك خدمات تقدم لهم، كالتدريب مثلا، لكننا الآن في طور تعزيز هذه الخدمات، لتشمل الحصول عى تخفيضات لدى الفنادق وشركات الطيران، والأسواق والمحال التجارية، ويجري التنسيق مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتمكن المتقاعدين من الاستفادة من المنشآت الرياضية، بجانب تقديم خدمات توعوية للمتقاعدين في كيفية ترشيد المصروفات، كون الراتب ينقص في الغالب بعد التقاعد، والمهم أيضا في هذا الجانب هو إرشاد المتقاعدين وحثهم على تكوين علاقات اجتماعية توسعية، إذ لاحظنا أن غالبيتهم يصاب بحالات اكتئاب وأمراض نفسية نتيجة تغير الحياة عليه، وذهاب علاقاته اليومية المرتبطة بالعمل، وقد رصدنا من خلال حالات عدة مشاكل أسرية نشأت بعد التقاعد. هناك جهات خدمية ترفض التعامل مع المتقاعدين، من بينها بعض البنوك مثلا، هل بحثتم ذلك مع مؤسسة النقد؟ بالفعل، هذه من المشاكل التي تواجه المتقاعدين، فقد تم حل مشكلة تأجير السيارات مثلا، حيث كانت تمانع هذه الشركات تقديم خدماتها للمتقاعدين، وبالنسبة لإقراض المتقاعدين فهو من الموضوعات المطروحة، إذ جاء ضمن تصور كامل للمرحلة المقبلة سيتم رفعه إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والرئيس الفخري للجمعية. معاشات العسكريين طرحت الجمعية سابقا النظر في رواتب العسكريين بعد التقاعد، وبحثت ذلك مع مجلس الخدمة العسكرية سابقا.. فماذا صنعتم بهذا الشأن لاسيما أن الجمعية العمومية تزخر بضباط متقاعدين من قطاعات متعددة؟ تمت دراسة الأمر مؤخرا، وهو بالفعل من أبرز الملفات المطروحة لدى الجمعية، وولاة الأمر حفظهم الله يولونه اهتماما كبيرا، فقدمنا تصورا شرحنا فيه الوضع، مدعوما بمقترح أن يكون الراتب التقاعدي قريبا من آخر راتب تسلمه في الخدمة. لم أسمع في حديثك شيئا عن المتقاعدات؟ عندما أتحدث عن المتقاعدين فأنا أقصد الذكور والإناث، ونحن لا نعمل لصالح جنس دون آخر، فهناك جملة من الموضوعات مدرجة ضمن التصور العام تتعلق بالمتقاعدات، كالعمل في التعليم، وافتتاح دور حضانة للأطفال. أخيرا.. ألا ترى أن عمل المتقاعدين يأتي على حساب الفرص المتاحة للشباب، خصوصا أننا نلاحظ استياء واسعا من الشباب يطالبون فيه بمنح الفرص لهم من خلال ترك المسنين للعمل، لدرجة أن أطلقوا على ذلك مسميات إن سمحت لي ك«ديناصورات».. فما تعليقكم؟ إن بلادنا ووطننا بحاجة الجميع، والذي أراه أن كبار السن يجب أن يهبوا خبراتهم للشباب، ويتواصلوا معهم أكثر، ويردموا الفجوة التي بينهم، وإيجاد فرصة عمل جديدة للمتقاعدين لا يعني بالضرورة مصادرة الفرصة عن الجيل الجديد، إذا وجد التنسيق وأدركنا أهمية الاستفادة من الخبرات القديمة.. فنحن لا نزاحم الشباب على مقاعدهم ولا في أرزاقهم.