طالب مؤتمر الأدب في مواجهة الإرهاب والذي نظمته هيئة قصور الثقافة بعنوان «الإبداع في مواجهة الإرهاب» على مدار ثلاثة أيام، الأدباء ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة بضرورة تخصيص مساحات على خرائطها لتمكين المثقف من أداء دوره المأمول في مواجهة الإرهاب، وتوعية المواطنين وإعادة النظر في آلية تقديم البرامج الثقافية. وبين مصطفى عبدالله رئيس الجلسة، أن المؤتمر يراهن على قدرة المبدع على الاستشراف والتنبيه إلى ما سيأتي، وعلى المقاومة والصمود، وتعرية الزيف، وإسقاط الأقنعة، ووصف العلاج وتحديد سبل الخروج من الأزمة، وهكذا يمكن أن نعيد الثقة في الكلمة وجدواها. وأكد د.عمار علي حسن الباحث السياسي في ورقته إلى المؤتمر، أن الجهود والاحتياطات الأمنية الهائلة لم تفلح في كشف الغموض الذي يلف ظاهرة التطرف والإرهاب، ولم تقدم ما يكفي لتبيان جذوره، وإجلاء دوافعه، وكيفية مواجهته، سواء على الصعيد القطري أم الدولي، حيث بات من المتعارف عليه في ضوء التجربة الدولية في مكافحة الإرهاب منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 وحتى قبل هذا التاريخ أيضا، أن الوسائل الأمنية والعسكرية والاستخباراتية وحدها لم تسهم في الحد من هذه الظاهرة، وأن التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، الذي تقوده الولاياتالمتحدة، لم يستطع مجابهة تنامي هذه الظاهرة بالنظر إلى التعاقب السريع للعمليات الإرهابية التي نفذت على مدار السنوات الأربع الماضية، ملمحا إلى أن اعتماد الحلول الأمنية والعسكرية لمواجهة الإرهاب لا تكفي لمنع حدوث عمليات إرهابية، كما أنها لا تسهم في علاج الخلل الفكري والتطرف للإرهابيين ولا تمنع ظهور أجيال جديدة تحمل نفس الأفكار المتطرفة، مشيرا إلى أن الثورة التكنولوجية الهائلة خاصة في مجال الإنترنت مكنت المجموعات الإرهابية من نشر أفكارها بحرية، بل وتنفذ عمليات إرهابية دون أوامر رأسية مباشرة من قيادة بعينها كما حدث في تفجيرات مدريد ولندن، ومن ثم لا مجابهة للعنف والتفسير المتطرف إلا عبر خلق ونشر أفكار مقابلة تحث على الاعتدال والوسطية ونبذ التطرف.