يلعب العنصر الأجنبي دورا فاعلا ومؤثرا في الارتقاء بأداء الفرق السعودية في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، ويساهم في تعزيز حظوظها في المنافسة على الألقاب محليا وقاريا ودعم خطوطها في المواجهات المختلفة من منطلق الخبرة أولا والاحتكاك ثانيا، فضلا عن الإمكانيات التي يفترض أن تكون عاملا مؤثرا في تحقيق الانتصارات والمكاسب. وفي هذا الموسم يبدو تأثير ذلك واضحا على عدد من الأندية السعودية التي استفادت جيدا من هذا العنصر المهم، الذي شكل فارقا كبيرا على مستوى المنافسة في الدوري وبقية المنافسات بل إنه قاد بعضها لتحقيق الألقاب، فالأهلي ووفقا للأرقام حصد الثمرة في هذا الأمر على المستوى الهجومية، فيما حصدها الفتح على مستوى وسط الميدان، أما الهلال فقد تربع على عرش الأفضلية دفاعيا وبشكل واضح وغير قابل للمقارنة، في حين لازالت أرقام أندية كبيرة مثل النصر تثير التساؤل عن غياب الاستفادة من العناصر الأجنبية على مختلف الخطوط وتراجع ترتيبه بين البقية وبشكل مثير للجدل. وبلغ عدد الأجانب في الدوري السعودي المقيد حتى الآن 56 لاعبا، بينهم 10 برازيليين، و8 أردنيين، و6 غانيين، و4 من الكاميرون، واثنان من الجبل الأسود وبحرينيان وبولنديان وسوريان وعراقيان وأسترالي أوروجوياني وإكوادوري وبوركينابي وواحد من تيمور الشرقية وجزائري وروماني وسنغالي وعاجي وفلسطيني وكرواتي وكوري وكونغولي وكويتي وكيني ومالي ومصري مغربي، ووفقا لأرقام لجنة الاحتراف فإن أكثر من 94 مليون ريال قيمة اللاعبين الجدد في الفترة الشتوية، في حين أن إجمالي العقود التي وثقت مطلع الموسم بلغت 228 مليون ريال، فضلا عن العقود السارية، الأمر الذي يجعل اللاعبين محل تقييم دائما وجدوى دفع هذه المبالغ الطائلة فيهم من عدمها، خاصة أن حجم العقود التي يتم إلغاؤها كبير والشروط الجزائية مكلفة للأندية. عقيد المهاجمين هجوميا لمع نجم لاعب الأهلي المميز عمر السومة كعلامة فارقة على مستوى التأثير الهجومي والتسجيل للأهداف، وظهر أنه الرقم الصعب هذا الموسم بين المحترفين غير السعوديين سواء على المستوى الخارجي والمحلي، وأبرز الأهلي الذي ظل على قائمة الفرق التي يمكن لها تمضي بعيدا من المنافسة القارية خاصة بعد أن لعب دورا في استمرار نسق اللاخسارة في المباريات السابقة، ولاسيما أمام النصر دوريا وتراكتور محليا حيث أعاد الفريق إلى جادة المكاسب وأبعده عن الخسارة. وواصل المهاجم السوري تقديم مستوياته المميزة ونجح باقتدار في قيادة فريقه للحفاظ على سجله خاليا من الهزائم في الموسم الحالي، ولاسيما مؤخرا حين حول خسارته في الشوط الأول أمام النصر محليا إلى فوز وسجل «هاتريك» قلص به الفارق مع المتصدر، ثم سجل هدفين رائعين أمام تراكتور آسيويا أعاده الفريق إلى القمة، وهو يتمتع بحس تهدفي عال، وذلك بالإضافة إلى خطورته الهجومية بالرغم من غياب المساندة الهجومية له من لاعبي خط الوسط في بعض الأحيان. ولعب السومة دورا كبيرا في أن يكون الأهلي أكثر الفرق في نسبة الأهداف التي سجلها لاعبون أجانب بمعدل 63.64 % متقدما على الفتح الذي استفاد هو الآخر من الأداء الرائع لدوريس سلمون ومحققا نسبة تتخطى 62.96 % ومن ثم يأتي كل من نجران بنسبة 61.9 % والرائد ب 60 % والتعاون ب 54.84 % والفيصلي ب 53.85 % فالعروبة 50 %. بينما تأتي نسب الأندية الكبيرة كالاتحاد والهلال والشباب والنصر دون ذلك، خاصة المتصدر النصر الذي تقل نسبة استفادته من مهاجميه الأجانب عن 26.53 % ومحققا رقم هزيلا قياسا بوضعه الحالي وحل في المركز الثاني عشر وفقا لإحصائيات موقع الدوري السعودي. صناعة نموذجية يظهر أن تأثير صناعة اللاعب على مستوى وسط الميدان متراجعا في أندية كبيرة وفق الأرقام والإحصائيات، فالهلال الذي اعتاد أن يكون قوة ضاربة في هذا الأمر تراجع تأثير أجانبه في وسط الميدان بعد تراجع مستوى نيفيز وفقا للظروف التي مر بها، لكن الفتح قلب المعادلات واستطاع أن يكون نجم وسطه إلتون خوسيه الأكثر تأثيرا على الفريق، حيث نجح النجم البرازيلي في العودة للتألق مرة أخرى، وقاد فريقه الفتحاوي لتحقيق الفوز في عدد من المباريات وتأثيره في هذا الأمر واضحا، حيث ساهم في تسجيل 14 هدفا لفريقه حتى الآن حين صنع 6 أهداف بفضل لمساته الساحرة وحسه التهديفي العالي وقدراته في منطقة وسط بطل الدوري الأسبق وتمكن من تسجيل 8 أهداف بنفسه.. متجاوزا على اللاعب السوري جهاد الحسين الذي يعد أبرز صانع لعب في الفريق التعاوني حتى الآن جعل فريقها ثالث في أكثر الفرق استفادة من العناصر الأجنبية، خلف الاتحاد الذي لعب أجانبه في خط الوسط دورا كبيرا في تحقيق الفارق وتغيير شكل الفريق، ويقفز اسم ماركينهو في مقدمة صانعي أهدف الفريق والمسجلين، حيث صنع 5 أهداف وسجل 8، متجاوزا اللاعب البولندي أدريان الذي صنع 5 أيضا لكنها سجل 7. ويتصدر الفتح قائمة الفرق الأكثر استفادة من العنصر الأجنبي في وسط الميدان ومن خلال نسبة أكثر الفرق في صناعة الأهداف، حيث يعتلي الترتيب بنسبة 57.14 % ومن خلفه الاتحاد بما نسبته 47.37 % ثم بنسبة التعاون 45 % فالشباب 42.11 % فالخليج الذي حل خامسا بنسبة 41.67 %. فيما كانت نسبة الهلال دون 29 % وحل في المركز الثاني عشر برقم متواضع وغير مألوف عليه قياسا بالسنوات الماضية التي ظلت استفادته من محترفيه في مركز الوسط مؤثرة. الثنائي الأزرق «مؤثر» لا يختلف اثنان على أن الهلال كان الأكثر استفادة من وجود الثنائي الأجنبي ديجاو وكواك في خط الدفاع، فقد شكل تواجدهما في هذا الخط قوة ضاربة، جعلت الهلال الأقوى على مستوى خط الدفاع للموسم الثاني على التوالي بعد أن ظل يعاني كثيرا من هذا الخط تحديدا. وخلال 1710 دقائق في الدوري، حصد نسبة قوية على مستوى تأثيره الفني من قبل النقاد وشكل مع زميله كواك ثنائيا مبهرا، ولم يلج مرمى الفريق سوى 14 هدفا ولعبا دورا مؤثرا في الحفاظ على توازن الفريق بشكل كبير ورائع، وكان بلا منازع أهم العناصر الأجنبية في الخطوط الخلفية، بينما تمكن الكوري كواك من اللعب مع الفريق في 29 مباراة في مختلف المسابقات، وشارك في الدوري 15 مرة أساسيا من أصل 21 مباراة وبلغت الدقائق الملعوبة 1305 دقائق، وعلى الرغم من أنه يلعب في مركز المدافع إلا أنه تمكن من تسجيل هدف وصناعة 3 فرص وبلغت دقة تمريره 86 %، وسدد 13 كرة 4 منها على المرمى، وحصل كواك على 3 بطاقات صفراء فيما لم ينل أي بطاقة وارتكبت لصالح 9 مخالفة وضده 17 مخالفة. فيما لازال مدافع الفريق النصراوي محمد حسين يقدم مستويات متواضعة أثارت حفيظة أنصار فريقه وجعلته على منصة المهددين بالرحيل خاصة بعد أن تسبب بعدد من الاخطاء، ويشهد مستوى حسين تراجعا ملحوظا مع فريقه وتسبب في ولوج عدد من الأهداف في مرماه، ووفق المؤشرات يبدو أن رحلته مع الفريق الأصفر لن تستمر طويلا حيث تشير التوقعان أن يكون نهاية عهده بالفريق نهاية الموسم الرياضي الحالي وسيبحث النادي عن بديل له في خانته المهمة.