على غير العادة جاء الخروج الأهلاوي أمس الأول من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين أمام فريق القادسية بركلات الترجيح دون ردود فعل ساخطة من مجانين وعشاق النادي الملكي، وتباينت الآراء حول أسباب الخروج غير المتوقع من فريق ينافس على كل الجبهات المحلية والاستحقاق الآسيوي ويسقط سهوا من فريق متصدر الدرجة الأولى ويلحق به أول خسارة بعد أن تجاوز 450 يوما دون أن يهزم، وتركزت آراء الغاضبين على أن غرور اللاعبين وعدم احترام الفريق المنافس والثقة الزائدة والتراخي الذي كان عليه اللاعبون كانت سببا في هذا الخروج الذي أعتبره البعض بمثابة المحفز للاعبين، وأنه لقاح لما تبقى من المنافسات «الدوري والآسيوية»، فيما ألقت الجماهير باللائمة على مدرب الفريق جروس الذي تباطأ في الزج بشيفو وبصاص بدلا من العسيري والعمري اللذين كانا دون المستوى المأمول، إضافة إلى ضعف قراءته هذه المرة للمباراة، وكان شارد الذهن كثيرا وكابر إلى أن وصلت لركلات الترجيح، وكان من الأولى به الدخول بتشكيلة مثالية لكسب اللقاء مبكرا لو كان يفكر في التأهل لدور الربع النهائي لهذه البطولة، ولكن سبق السيف العذل. وطالب العقلاء من عشاق الملكي بنسيان الخروج من كأس الملك وطي صفحته وعدم التفكير به والتركيز جليا فيما تبقى من مباريات الدوري «الأربع» ومباراتي الآسيوية والفوز بها دون النظر لظروف الفرق الأخرى، واعتبر الجميع هذا الخروج خسارة وليس انكسارا وتعثرا مؤقتا ولم ولن يسقط الجواد الأصيل بعد والعبرة بالخواتيم. الترمومتر والجنرال! يعتبر الترمومتر تيسير الجاسم والجنرال أسامه هوساوي عمودين ثابتين ورقمين يصعب عدم الاعتماد عليهما ومطلبا لكل المدربين ولاعبين مؤثرين في خارطة المنتخب والأهلي منذ أن وطأت أقدامهما المستطيل الأخضر وبزوغ نجمهما من البدايات وقدما مع الأخضرين مستويات لافتة حظيت بإشادات الكثيرين الذين تباروا في مديح أسامه وتيسير وسيظل الإطراء والمديح مستمرا حتى يبلغ منتهاه طالما تواجد المايسترو والجنرال بهذا البروز والتميز وتقديم العطاءات وتحقيق المنجزات لناديهما ومنتخبنا الوطني. تيسير الجاسم أحد الأسماء اللامعة التي برزت على ساحة كرة القدم السعودية في السنوات الأخيرة حتى بات ورقة فعالة في أجندة المدربين الذين مروا على الأهلي والمنتخب وآخرهم المدرب الوطني الحالي فيصل البدين الذي اختاره ليكون لاعب الخبرة الوحيد الذي يقود الكتيبة الخضراء لنجوم منتخبنا الوطني الحالي، وبالمثل نقف إجلالا للمستوى المتفرد الذي يقدمه جنرال الدفاع أسامة هوساوي والدور الفني والقيادي الخفي داخل الملعب لزملائه سواء في المنتخب أو النادي الأهلي، وهو بلا شك يعزز سنين الخبرة التي أوجدت هذا التألق الثابت لشخصية الصخرة الدفاعية التي تتحطم أمامها كل محاولات الخصوم والمنافسين وإيقاف زحفهم ورغبتهم في الوصول إلى شباك فريقه، ولذلك أطلق المنصفون عليه ولقبوه ب «أبو كلبشة» والمقصود القبض على كل من يحاول الاقتراب من مرمى أسامه واقتياده بعيدا عن مناطق الخطر. هنيئا لكل الملوك بأن الأهلي يملك هاتين الأسطورتين والجوهرتين المكنونتين في سماء الكرة السعودية إمبراطور الدفاع أسامة هوساوي وترمومتر الوسط تيسير الجاسم، وعلى كل الجماهير العاشقة حد الثمالة للنادي الأهلي الوقوف صفا واحدا ودعمه ومساندته فيما تبقى من مباريات الموسم «بطولة الدوري وأبطال آسيا»، وأن يعي الجميع ما ينتظره المنافسون من تعثر الفريق وتوقف قطار حصد النقاط الثلاث وعدم الهزيمة في مشوار الدوري، وكما قال الرمز ورائد الرياضة الأمير عبدالله الفيصل «الأهلي ملك جمهوره وإذا تخلى عنه جمهوره طاح».. فكونوا على العهد مثلما ترددون دوما: لك العهد والعشق والانتماء وخلفك نمضي صباح مساء لتبقى مجيدا وفخرا وعيدا وصرحا فريدا يطال السماء أيا قلعة المجد والمجد أهلي أيا منبع الفن والفن أهلي سفير الوطن شموخ وفن وعبر الزمان سنمضي معا.