ينأى أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم بأدبه الجم عن المهاترات، ولا يلقي بالا للمماحكات؛ لأنه مشغول بما هو أهم، وهو الإصلاح من أجل مستقبل رياضي أفضل، فأول رئيس منتخب ظل يؤكد دائما وسط هذه الحرب التي أشعلها حوله «البعض» على التزامه بنهج الإصلاح في كافة جوانبه الإدارية والمالية والفنية، مهتما بالمنهجية والفكر الذي يقود في نهاية المط اف إلى استراتيجيات واضحة ومقننة تتماشى مع واقعنا الرياضي وتكون مرتكزا للعمل الرياضي المؤسساتي في السنوات المقبلة. أحمد عيد حاورناه في «عكاظ» حول كل ذلك، فأجاب بنفس صبره المعهود وشفافيته وتواضعه، أشاد أولا بالحراك الرياضي الذي شهدته ساحة كرة القدم خلال الفترة الأخيرة والذي انتهى بوصول وفد الفيفا للاجتماع مع اتحاده المنتخب والاستماع إلى بعض الشكاوى والتي يقول عنها: برغم أننا لم نكن نتمنى أن تصل الأمور إلى هذه المرحلة، وذلك لثقتنا في قيادتنا الرياضية، حيث كان بالإمكان أن تعالج الأمور بيننا بصورة حكيمة، لكن «رب ضارة نافعة»، فقد حضر وفد الاتحاد الدولي واطلع على كافة الإجراءات الإدارية والتنظيمية، ومن ثم أيد الاتفاقيات التي تمت بين الاتحاد السعودي ووفد الاتحادين الآسيوي والدولي، ووصفها الاتحاد الدولي بالبناءة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن مجلس إدارة الاتحاد السعودي يعمل وفق الأنظمة والقوانين. ● سألناه من جانبنا، بعد هذه الملاحظة ما إذا كان يخشى من زيارة وفد الفيفا كما تردد بأن يترتب عليها سحب الثقة منه كرئيس لمجلس إدارة اتحاد الكرة؟ - رد بثقة: أولا الحمد الله أنا راض كل الرضا عما أقدمه لخدمة كرة القدم السعودية، وواثق بأني لم أقصر أو أتعمد التقصير، ولا توجد خروقات تستدعي سحب الثقة، التي تحتاج إلى تبريرات مقنعة، ونحن واثقون من عملنا، بالتالي لا يوجد لدي ما أخشاه، فحضور الفيفا كان إيجابيا بالنسبة لمجلس إدارة الاتحاد وللرأي العام، حيث وضح كثيرا من الملابسات، كما أكد سلامة موقف اتحاد الكرة من جميع النواحي التي تمت مناقشتها، وجرى التأكيد على أن جميع الإجراءات التي اتخذها الاتحاد كانت مبنية على رؤية الاتحاد ورغبته في تعديل النظام الأساسي، وكما هو معروف بأن وفد الفيفا عزز من جهود الاتحاد بالإضافة إلى استفساراته، وأذاب بعض الضبايية، وبين ضرورة عقد جمعية عمومية، وهو ما تم بالفعل بعدما ينتهى الاتحاد من وضع التعديلات على النظام وفق ما أقرته شركة ديلوت للاستشارات القانونية، بالتالي ستعقد الجمعية العمومية العادية خلال شهر يونيو المقبل، كما سيتم الترتيب لاجتماع جمعية عمومية غير عادية في نفس الوقت، وذلك لإقرار التعديلات التي تمت على النظام الأساسي، بعد أن يتم الانتهاء منها بشكل كامل ● إذن، لماذا كان هذا التأجيج بأن هناك سحبا للثقة من مجلس إدارة الاتحاد؟ - لا أعلم، ولكن لا يوجد ما نخفيه، فنحن نعمل من أجل الصالح العام للكرة السعودية ولمستقبلها، ومستعد أنا وبقية زملائي في إدارة الاتحاد أن نقدم وبالأرقام النجاحات التي حققها اتحاد القدم وإظهار عمل اللجان، ولا يعني إخفاق لجنة في قرار، التقليل من نجاحاتها أو نجاحات اللجان الأخرى التي استطاعت أن تتغلب على الكثير من الأمور، لأن كل تركيزي أن أقدم رسالتي وأودي الأمانة الملقاة على عاتقي تجاه كرة القدم السعودية من قبل إخواني أعضاء الجمعية العمومية. التعديلات ومن ثم الجمعية ● ولكن السؤال المحير، لماذا تغيب محمد النويصر عن اجتماعات وفد الفيفا؟ - محمد النويصر من الشخصيات التي تحرص على خدمة كرة القدم وجهده وبقية زملائه في الرابطة يعطي انطباعا جيدا، ومسألة عدم حضوره كانت بسبب عدم تواجده في المملكة، حيث كان مسافرا برفقة عائلته، ولكن أخي ياسر المسحل حضر نيابة عنه وقدم عرضا مميزا عن أعمال رابطة دوري المحترفين، وكان مبدعا، ونال استحسان وفد الفيفا وجميع المجتمعين، فقد كفى ووفى. ● يبدو جليا العلاقة متوترة بين اتحاد الكرة والجمعية العمومية للاتحاد.. ما الأسباب؟ - أولا نحن في مجلس إدارة اتحاد الكرة وأعضاء الجمعية العمومية مكملون لبعض، وأحب أثمن دور كل جهة ذات علاقة ووقفاتهم مع اتحاد الكرة على اعتبار أنهم شركاء حقيقيون في رياضة كرة القدم من رابطة دوري المحترفين وأندية عدة، وهذا دليل واضح على أن مسيرة التكامل الرياضي تسير بخطى جيدة نحو رياضة أفضل، والحمد لله الأمور تسير في طريقها الصحيح ونحن في الجمعية العمومية لا يوجد بيننا خلافات أو توتر كما يحاول البعض أن يصور، وإنما هي وجهات نظر لدى بعض إخواني في الجمعية العمومية سوف تطرح خلال اجتماع الجمعية المقبلة، وسوف نصل إلى إطار نتفق عليه جميعا، فالمسألة كانت متوقفة على انعقاد الجمعية العمومية التي كان بعض أعضائها يطالبون بها، ونحن في إدارة الاتحاد كانت لدينا رؤية متعلقة باستكمال التعديلات في النظام الأساسي، حيث تتولى «شركة ديلوت» هذا الدور، والآن المسألة أصبحت واضحة على اعتبار أن موعد الجمعية العمومية حدد، وإن شاء الله كل شيء تمام والرؤية وضحت، وسنعمل جميعا على إكمال مسيرة الاتحاد السعودي لكرة القدم على أكمل وجه، شاكرا ومقدرا لكل من أسهم في هذا الأمر، وجميع الشركاء وجميع أعضاء مجلس إدارة الاتحاد والإخوة أعضاء الجمعية العمومية والأمانة العامة للاتحاد في تحديد انعقادها (العادية) والجمعية العمومية (غير العادية) في الأول من (يونيو) المقبل بمشيئة الله تعالى، وذلك وفق ما تم تأكيده مؤخرا في بيان إعلامي أصدره الاتحاد السعودي بعد نهاية اجتماعاته مع وفد الاتحادين الآسيوي والدولي في ظل حضور ممثلين للاتحادين الآسيوي والدولي كمراقبين، وقد سبق أن تحدثنا عنه ولا أخفي عليك بأن الاتحاد السعودي يعمل على مسودة النظام الأساسي التي تخضع للدراسة والتنقيح القانوني لدى «شركة ديلوت للاستشارات القانونية»، وبعد استلام المسودة من الشركة سيتم رفعها إلى الاتحاد الدولي للمطابقة ولتأييدها، ومن ثم سيتم عرضها على الجمعية العمومية للمصادقة عليها. وهنا ستنتهي الإشكالات التي تدور حول النظام الأساسي للاتحاد، وأعتقد أننا في اتحاد كرة القدم مقبلون على مرحلة انتقالية باعتماد النظام الأساسي، الأمر الآخر الذي يجب أن لا نغفل عنه أننا نحن كمجتمع رياضي تعتبر الانتخابات لمجلس إدارة الاتحاد حديثة عهد، وبالتالي من الطبيعي هذا الحراك الرياضي والاختلافات في وجهات النظر، وأعتقد بأننا بعدما نكمل فترتنا فإن كثيرا من الأمور سيتم الانتهاء منها، وسوف يأتي اتحاد منتخب في دورته الثانية، وسيجد الأمور بالنسبة له جاهزة ومهيأة له للنجاح، كما سيجري إيضاح الخطوط العريضة للعلاقة بين اتحاد الكرة والجمعية العمومية وعدم المساس بشرعيتها القائم على الديموقراطية المبنية على المناقشة وفق المفهوم السليم، كما أننا بصدد استقاء كل المعلومات من مصادرها، فالاتحاد السعودي مثل المؤسسات الأخرى عندما يخضع لتحول كبير يحتاج للصبر، كما لو تريد تحويل جهة حكومية إلى مؤسسة خاصة مع تغير الإرث الكبير في آلية العمل الذي كانت تعمل به على مدار 60 عاما وما يصحبه من متغيرات، فلا بد في هذه الحالة أن يصطحب هذا التغيير بعض المنغصات، ولكن مع مرور الوقت واستيعاب ثقافة الانتخابات سنصل إلى ما نريده وأعتقد بأننا نسير في الاتجاه الصحيح. نسعى للعمل المؤسساتي ● من واقع خبرتكم كيف نستطيع الاستفادة من هذا التغيير واستيعاب ثقافة الانتخابات الجديدة على مجتمعنا الرياضي؟ - أولا، لا بد أن نستفيد من الانفتاح الإعلامي الرياضي الكبير بكل وسائله، وأن تكون الاستفادة إيجابيا وليس سلبيا حتى نتمكن من تعزيز هذه الثقافة وكذلك تثقيف أبنائنا والأجيال القادمة على الإيجابيات التي من الممكن أن تحققها هذه الثقافة، وأقصد بها ثقافة الانتخابات، الأمر الآخر لابد من الالتفاف حول الفكر الرياضي الحديث والعمل المنبثق من الأنظمة والقوانين والصبر على النتائج حتى تستطيع أن نصل إلى أهدافنا ولن يتحقق ذلك إلا من خلال المحاضرات لتوصيل أفكارنا وثقافتنا وتوعية المتلقي الرياضي بمثل هذه الأهداف وترسيخها في أذهاننا نحن أولا وأذهان الأجيال القادمة، كما يجب العمل على القيادة النموذجية وكيف تكون الحرية لاتخاذ القيادة، بمعنى العمل في اتحاد الكرة من منطلق العمل المؤسساتي، وذلك من خلال تشكيل لجان ومن ثم طرح الثقة فيهم ومنحهم الحرية في تنفيذ برامجهم التطويرية كل لجنة على حدة، كما أدعو صحيفة «عكاظ» الرائدة في الإعلام بشكل عام والإعلام الرياضي بشكل خاص لتبني هذه الأفكار والرؤى لتقديمها للناس عبر ورش عمل إعلامية بمشاركة الرياضيين ونحن في الاتحاد السعودي جاهزون لذلك. ● ما هو رأيك في اجتماع الجمعية العمومية الذي عقد في 25 مارس، وما تمخض عنه من منحكم مهلة لتصحيح الأوضاع؟ - لا أود الخوض في الحديث عن المهلة التي منحتها الجمعية العمومية بالاتحاد السعودي حتى نهاية الموسم لتصحيح أوضاع الاتحاد، الجمعية العمومية المقبلة سنطرح فيها كل المقترحات والملاحظات. لن نستقيل ● كان هناك أيضا حديث عن استقالات لأعضاء مجلس الإدارة أثيرت مؤخرا .. ما مدى صحتها؟ - لم يستقل أحد، ولا أعتقد بأن هناك استقالات، فأعضاء مجلس الاتحاد يعملون بإخلاص وأثبتوا كفاءتهم. ● وماذا عن أحمد الخميس وما تعرض له من انتقادات؟ - أحمد الخميس يعمل بكل اجتهاد وإخلاص، وهو صاحب خبرة طويلة في العمل الرياضي، وأعتقد بأنه ضحى بأشياء كثيرة في سبيل خدمة كرة القدم السعودية. ● لكن تردد وجود خلافات بين أعضاء مجلس الإدارة؟ - النقاش وإبداء الرأي بحرية واختلاف وجهات النظر ظاهرة صحية، ولا يوجد أي حرج في ذلك، أما مسألة وجود خلافات شخصية بين الأعضاء فهذا غير صحيح. ● معنى كل ذلك أنكم تنوون استكمال فترتكم القانونية؟ - نعم سأكمل فترتي، فأنا لم أحضر إلا لخدمة كرة القدم السعودية، وطالما أشعر أنا وبقية زملائي في مجلس الإدارة بأننا نعمل للصالح العام فلن نستقيل. أرباح للمرة الأولى ● هناك سؤال يدور في أذهان الكثير من الإعلاميين .. لماذا تأخذ اجتماعات الاتحاد السعودي وقتا طويلا؟ - ببساطة نحن نترك الفرصة للجميع لإبداء رأيهم وتعليقهم على الموضوعات المطروحة للنقاش، بالتالي من الطبيعي أن تأخذ الاجتماعات وقتا طويلا، ولا يعني ذلك وجود خلافات. ● تحدثتم عن أرباح، بينما كان البعض يتحدث عن معاناة مالية بالاتحاد.. ما حقيقة الأمر؟ - الحمد لله، لأول مرة اتحاد الكرة يحقق ربحية، وهذا بفضل الله ثم بفضل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين وجهود الزملاء في مجلس إدارة الاتحاد أو في اللجنة المالية والتسويق برئاسة الزميل عدنان المعيبد وزملائه الذين بذلوا جهدا كبيرا في المرحلة الماضية لتحقيق ذلك. ● قبل أن نختم هذا الحوار، دعنا نسألك بصراحة هل كانت هناك بالفعل مفاوضات مع مدرب عالمي جديد للمنتخب أم أنكم قررتم الإبقاء على فيصل البدين؟ - هناك فريق عمل يعمل على تطوير المنتخب، وزار عددا من الأندية، وتابع مباراة الأردن وستجرى دراسة مستفيضة للوصول إلى أفضل القرارات بناء على توصيات هذا الفريق، كما أن فيصل البدين قدم عملا جيدا في معالجة العديد من الأخطاء في أداء المنتخب خلال اللقاء الودي أمام منتخب الأردن الأخير.