إذا كانت قيادة المملكة للتحالف العربي والإقليمي لضرب الحوثيين في اليمن تمثل في إحدى زوياها حربا على التطرف في جانبه الشيعي وما يفرزه من إرهاب، فإن مشاركة المملكة للتحالف الإقليمي والدولي لضرب داعش في بلاد الشام تمثل حربا على التطرف في جانبه السني وما يفرزه من إرهاب كذلك، وكما لا يصح لعاقل أن يرى في حرب المملكة لداعش حربا على السنة فإنه لا ينبغي لعاقل كذلك أن يرى في حرب المملكة ضد الحوثيين حربا على الشيعة، بل لعل من حقنا أن نرى في حرب المملكة ضد التطرف أيا كان مذهبه شيعيا أو سنيا تصحيحا لهما وتنزيها عن أن تكون مزاعم المتطرفين منهما ممثلة لهما ومعبرة عن جوهرهما كمذهبين لكل منهما أتباعه الذين يرون أنهم هم على حق متعايشين مع من يخالفونهم ذلك. ومهمة تطهير كلا المذهبين، سنيا كان أو شيعيا، من التطرف والمتطرفين وممن يسعون لتوظيف الدين لتحقيق مآرب سياسية أو مكاسب شخصية مهمة لا تقع على عاتق الدول فحسب بل هي واجب من أهم واجبات الدعاة والكتاب والمثقفين كذلك، واجب تجاه مجتمعاتهم وتجاه دينهم وتجاه المذهب الذي ينتمون إليه. وإذا كان جل الدعاة والكتاب والمثقفين السنة لم يترددوا في إعلان إنكارهم لما يزعمه المتطرفون المنتمون للسنة ورفضهم لممارساتهم وتأكيدهم على أن القاعدة وداعش وجبهة النصرة وبوكو حرام وغيرها من المنظمات لا تمثل المذهب السني، فإن المتوجب على الدعاة والكتاب والمفكرين الشيعة أن يتخذوا نفس الموقف تجاه المتطرفين منهم وأن يكونوا حربا على من يمارس الإرهاب من الجماعات المنتمية إليهم كما حارب السنة الجماعات الإرهابية المنتمية إليهم. هذا الموقف والذي نفتقده كثيرا من شأنه أن يكون تطهيرا للشيعة والتشيع من الغلاة والمتطرفين المنتمين إلى مذهبهم وما لم يقم مثقفو الشيعة ودعاتها وكتابها بمثل هذا الدور لا يلام أحد إن رأى فيما يقوم به أولئك الغلاة تمثيلا للشيعة وتعبيرا عن موقفها، وذلك ما ينبغي على مثقفيها وكتابها ودعاتها أن ينزهوا مذهبهم عنه.