جاء في الأخبار أن حبر الأحبار العربية وأب الصحافيين العرب حاليا، بعد وفاة عظمائها، الأستاذ محمد حسنين هيكل غاضب لأن عاصفة الحزم خيبت ظنه أولا بحدوثها وثانيا لبدئها قبل مؤتمر القمة العربية بشرم الشيخ. بداية أود القول إن هيكل هذا اعتبره أحد أساتذتي وممن تتلمذت على قلمه مراهقا لفهم ما يحدث عربيا، وكان واحدا من أفضل المحللين العرب بالنسبة لي، بالخصوص إبان رئاسته لصحيفة الأهرام، لكنه بعد مغادرتها بسنين قلائل تحول لباحث عن مجد شخصي من خلال شخصنة قضاياه التي تحولت من نقط التفاف عربي إلى مثار نزاع عربي، ولعل مواقفه الأخيرة من أحداث مصر واليمن يوضح القصد، إلا أن هذا ليس حديثي. حديثي عن الزوبعة التي يحاول إثارتها بعض الإعلام العربي المغرض حول عاصفة الحزم، وتذكرون سطوة الإعلام قديما وقوته الناعمة التي طالما استخدمها الأستاذ هيكل بكثير من البراعة، والحقيقة أن الإعلام عموما، عربيا وأجنبيا، فقد الكثير من مكونات وجوده واستمراره بظهور الإعلام الجديد، الإلكتروني ووسائط التواصل الاجتماعي بعد الثورة المعلوماتية التي اجتاحت الكون، وبعدما كان العرب يسهرون للصباح كل جمعة انتظارا ل «بصراحة»، صار الأستاذ يركض خلف الإعلام وينتقل من قناة لأخرى ومن صحيفة لأخرى، حتى انتهى قبل أسبوع للركض لمنع نشر مقابلة له مع محطة أخبار مصرية تنبأ فيها بعدم قدرة عرب الخليج لبدء أي حرب، وإن كانوا ولابد فاعلين فعليهم الانتظار حتى يتم إعلانها من بلده - التي كانت - قلب العروبة النابض. لا ألومه حقيقة، فكل منا يسعى لتكون بلده رائدة في كل شيء، لكن أن يصل الأمر لوأد سعي الآخرين فهذه مسألة فيها نظر، وقد تثير ضغائن في وقت نحن أحوج ما نكون فيه للتوحد والاصطفاف معا. فله ولمن يروج إعلاما كاذبا عن «عاصفة الحزم» أقول هي ليست لتحرير اليمن، فلليمن رجاله الذين يمكنهم تحريره، وليست ضد الشيعة ولا ضد إيران، هي كما أعلنت قيادتها، ضد مجموعة خرجت على الشرعية وبطلب من هذه الشرعية، ضد مجموعة صارت تهدد حدودنا بتواجدها المسلح عليه، بل وتعلن أطماعها في أرضنا، وأذكرهم أن (إسرائيل) ليست على حدودنا، أخيرا هي لنصرة دولة شقيقة طلبت العون والمساعدة حسب الأعراف الدولية، فإذا أغضب كل هذا الأستاذ هيكل، فليعلم سيادته أن غضبه لتوقع وتنبأ فاشل لحدث، لا يساوي شيئا أمام غضب الملايين منا ضد تهديد سافر رابض على حدودنا.