ما من شك أن اليمن تشكل العمق العربي الاستراتيجي للأمة العربية في جميع مكوناتها السياسية والثقافية والاقتصادية والمجتمعية والحضارية عبر التاريخ، وأن سقوط اليمن في براثن التخلف والحقد الإيراني يعني سقوط الأمة العربية والإسلامية وانهيار البعد القومي العربي. ومع الانقلاب الذي نفذه الحوثيون - أتباع النظام الإيراني - ومحاولتهم السيطرة على اليمن، فإننا نقف مع اليمن رئيسا وحكومة وشعبا في تصديه لهذا الإرهاب الذي تقوده مجموعات التطرف والحقد من الحوثيين خريجي المدارس الإيرانية المهيمنة والمسيطرة على عقول البعض في نشر الإرهاب والفوضى في الوطن العربي للنيل من أمتنا. ومن هنا، نؤكد أن اليمن قادرة بحكمة قيادتها الشرعية ووعي شعبها العظيم على ملاحقة الإرهاب الغاشم ومن يقومون به ونحيي الجيش اليمني ورجال الأمن على ما يقدمونه لتظل اليمن بلد الاستقرار والتعايش، ونأمل الخروج من هذه الأزمة الكارثية على أمتنا العربية والإسلامية. إذ أننا اليوم بحاجة إلى وحدة الموقف العربي والعمل المشترك لمواجهة هذا الإرهاب الظالم ووضع حد له. إن صورة المشهد اليمني اليوم من تطورات دراماتيكية حيث إصرار الحوثيين على الانقلاب واستلام الحكم بقوة الميليشيات المسلحة والسعي لإقامة إمارتهم المزعومة على حساب الشعب اليمني والعمق القومي العربي، كل ذلك يدفعنا إلى ضرورة العمل المشترك لحماية الجبهة الداخلية لليمن وعدم انهيار أسس العمل العربي المشترك. ومن ثم فإن محاربة الإرهاب والتطرف تدفعنا إلى ضرورة الوحدة والعمل بشكل جاد لتشكيل قوات عربية موحدة لحماية الأمن القومي العربي ومواجهة الإرهاب والتطرف الذي يضرب الأمة العربية في كل مكان ويدفع أجيالنا حياتهم ومستقبلهم ثمنا لهذا الإرهاب. إن ما يجري في اليمن لا يتعدى سوى تمدد إقليمي سياسي فارسي، يحمل عنوان السيطرة الفارسية والهيمنة على المنطقة العربية، ولطالما حلموا بهذا الأمر وخططوا له وجندوا الأحزاب والمجموعات لنشر هذا الفكر السلطوي الإيراني بالمنطقة. واليوم وبعد هذه التطورات والمستجدات في هيكلة النظام العربي الجديد فإن موقف المملكة كان قويا وموحدا وجاء في الوقت المناسب حيث يجب أن يكون الرد على كل هذا التطرف عربيا موحدا بقيادة المملكة لحماية الشعب اليمني من خطر الحوثيين عبر عمليات (عاصفة الحزم)، فهذا موقف حازم نقدر عاليا كل من ساهم في اتخاذه، وندعو إلى مواصلة الجهود العربية المشتركة والموحدة من أجل الخروج من هذه الأزمة ورد الاعتبار إلى الدولة اليمنية ووحدتها التي هي وحدة العرب جميعا.