أوضح ل«عكاظ» مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والقانونية بجدة الدكتور أنور عشقي أن كل الحروب تضع في اعتبارها ضرورة التحرك باتجاه الحرب النفسية التي من شأنها رفع معنويات الشعب وإضعاف معنويات العدو، الذي يدافع عن نفسه أيضا بشن حروب نفسية ضد الطرف الآخر، مؤكدا على مشروعية الحرب النفسية والعدالة في تطبيقها تحقيقا للنصر، وهذا ما قاله (منتو قمري) القائد البريطاني الشهير الذي حسم الحرب العالمية الثانية. وأشار عشقي إلى أن خادم الحرمين الشريفين توخى العدالة في هذه العملية بتلبيته يحفظه الله طلب الحكومة الشرعية في اليمن، كما حصل على الشرعية العربية من الجامعة العربية ومن مؤتمر القمة والعديد من الدول فهذا هو أول مبدأ من مبادئ الحرب تجعل المقاتل يحرص على تحقيق النصر، مبينا أن هناك خططا أخرى لتقوية معنويات الشعب وإضعاف معنويات العدو تتمثل في إسقاط منشورات من الجو طالما أن قواتنا تسيطر على أجواء المعركة، وهي عبارة عن أوراق تبين لجنود الأعداء أنه ليس هناك فرصة لتحقيق الانتصار إلا من خلال المفاوضات، وأن قيادتهم تدفع بهم إلى الهلاك، وتعمل على تدمير دولتهم وشعبهم وتسليمها لأعداء لم يتمكنوا من إصلاح بلدهم ولا من تحقيق العدالة في بلدهم. وأضاف عشقي أن المملكة اتخذت أساليب لمواجهة الشائعات عندما جرمت هذا العمل، مطالبا بزيادة الجرعة المعنوية لدى الشعب والاستفادة من هذا الموقف لدعم الوحدة الوطنية في المملكة وذلك بإقناع الشعب بعدالة العمل، وإبلاغه بالانتصارات التي حققتها القوات، بالإضافة إلى تذكيره بما فعله الآباء والأجداد حينما استردت القوات المسلحة السعودية الوديعة في عهد الملك فيصل عندما قام البعض بالهجوم عليها والاستيلاء عليها بدعم من الاتحاد السوفييتي وكذلك ما فعلته القوات السعودية من صد الاختراق الذي قامت به إسرائيل ضد القوات السورية ولم يوقف هذا الاختراق إلا القوات السعودية التي كانت تحارب إلى جانب إخوانها السوريين وعرفت هذه المعركة التي انتصر فيها السعوديون في معركة (تل مرعي) في سوريا، ومن يومها أدركت إسرائيل أن السعوديين رجال حرب ودفاع وإخلاص. واختتم عشقي حديثه ل«عكاظ» قائلا: نذكر أبناءنا بما أقدمت عليه القوات الجوية حين أسقطت طائرتين إيرانيتين قبل أن تدخل إلى الأجواء السعودية بقصد تدمير منابع النفط والجبيل، حيث أيقنت إيران وقتها أن القوات السعودية لا يستهان بها، كما أن النجاحات التي أدتها القوات السعودية في تحرير الكويت وأن اللواء الثامن كان في مقدمة القوات المشتركة دخولا إلى الكويت وتدميرا للخطوط الدفاعية، مشيرا إلى أن للسعوديين مآثر آن الأوان أن يعرفها الأبناء والعرب والمسلمون في أنحاء المعمورة.