لا تستطيع الأمهات في تبوك تطعيم أبنائهن في المراكز الصحية بالمنطقة، إلا وفق اشتراطات محددة يفرضها مسؤولو المراكز، في مقدمتها الحضور المبكر في الثامنة صباحا، وإلا فاتهن التطعيم، فيما لا تطعيم يوم الخميس. ويعتقد عبدالكريم المديرس، أن هذه المعاناة مقتصرة على المراكز الصحية في المنطقة، وتدلل على غياب الاهتمام، واللا مبالاة التي يتم من خلالها تقديم الخدمات للأهالي، مستغربا أن يكون هناك توقيت محدد للتطعيم، قائلا ما فائدة المركز إذا لم يكن يستطيع تقديم أقل خدمة وهي التطعيم، مشيرا إلى أن الزحام سيد الموقف يوميا بسبب هذا الخلل، ومحدودية ساعات العمل في المركز بالنسبة للتطعيم على وجه الخصوص، مشيرا إلى أنهم كلما سألوا المسؤولين في تلك المراكز عن هذا الخلل، يتعللون بعدم كفاية الجرعات، فهل وزارة الصحة عاجزة بحق عن توفير كل الجرعات اللازمة، أم أن الأمر مجرد تصريف للمراجعات، وهذا دليل على أن الشؤون الصحية بالمنطقة لا تراقب أي مركز صحي، وفي مقدمتها مركز صحي السليمانية، وتتركهم يشترطون كما يريدون، ولا تراقب دوامات أهم جهة تتعامل مع المرضى. ويتفق الكثير من أهالي تبوك على أن هذا المشهد هو أحد النماذج السيئة التي تبرهن على غياب أي اهتمام بهذه المراكز الرعاية الأولية في المنطقة، مؤكدين أنها تعاني من نقص واضح سواء في الطاقم والكادر الطبي الموجود، أو في التجهيزات والأدوية الطبية. ويطالب الأهالي المستفيدون من خدمات مراكز الرعاية الصحية بضرورة العمل على تلافي أوجه القصور وتطوير أداء العاملين فيها، ودعمها بالكفاءات القادرة على النهوض بالرعاية الأولية. وقال عدد من مراجعي المراكز الصحية، إن نقصا يشوب خدماتها يحتاج إلى معالجة عاجلة، وركزوا مطالبهم على وجوب الالتزام بمواعيد الدوام المقررة من وزارة الصحة، وتوفير جرعات التطعيم للاطفال بحيث تكون كافية، وعلى مدار الأسبوع. وقال سلطان العطوي: اللافت هو النقص الواضح في الأدوية، فيضطر المراجع إلى مراجعة المستشفيات للحصول على الدواء أو شرائه من الصيدليات الخاصة على نفقته الخاصة، كما أن الكوادر التمريضية والطبية المساندة التي تعمل في مراكز الرعاية الصحية غير مدربة وليست مؤهلة، وتفتقر إلى أبسط مقومات الخدمات الطبية التي ننشدها. ورصدت «عكاظ» أثناء جولتها على عدد من المراكز الحكومية، الزحام الشديد في بعض المراكز وتأخر العاملين في بعض المستوصفات إلى الساعة الثامنة والنصف صباحا، رغم أن العمل يبدأ من الساعة السابعة والنصف، كما أن بعض المراجعين اشتكوا من غياب الصيادلة في بعض المراكز، الأمر الذي يجعل بعض الممرضين غير المتخصصين يقومون بصرف العلاج للمرضى. ويشهد عدد من المراكز الأخرى تعطلا ونقصا في الأجهزة الخاصة بالمختبرات حيث يعتذر العاملون بها عن استقبال الحالات بسبب تعطل الأجهزة أو عدم توفرها. ويعتقد عدد من الأهالي أن الأدوية التي تصرفها تلك المراكز، محدودة الفعالية مقارنة بالأدوية التي يتم صرفها من المستوصفات الخاصة، وذلك نظرا لعدم توفر كل الأدوية في مراكز الرعاية الأولية. ويقول كل من محمد العبيد ومشعل بطين انهما فقدا الثقة في تلك المراكز الصحية من فترة طويلة بسبب ضعف الخدمات الطبية بها، واتجها إلى المستوصفات الخاصة لطلب العلاج على الرغم من استنزافها لجيوبهم ومرتباتهم الشهرية. وأوضح ل«عكاظ» عودة العطوي المتحدث الرسمي لصحة تبوك أن كافة المراكز الصحية بالمنطقة متوفر بها الأدوية وبصفة مستمرة داخل المدن وضواحيها، ولدى المراكز الصحية قائمة بالأدوية الأساسية معتمدة بالدليل من قبل مقام وزارة الصحة. وأكد العطوي أن المراكز الصحية تتوفر بها التطعيمات بشكل يومي، ولم تردنا أي شكوى بهذا الخصوص والمراكز تعمل بكامل طاقتها الطبية، والفنية، ونأمل من من جميع المواطنين ابلاغ المديرية عن المراكز التي أفادت بتخصيص أيام للتطعيم.