تعاني الكثير من مراكز الرعاية الصحية الأولية في محافظات وقرى منطقة جازان من نقص واضح في التجهيزات والمعدات الطبية، وعجز في الكوادر الطبية والفنية، إضافة إلى تواضع المباني المستأجرة المستخدمة كمقار لهذه المراكز. ويطالب الأهالي المستفيدون من خدمات مراكز الرعاية الصحية بضرورة العمل على تلافي أوجه القصور وتطوير أداء العاملين فيها، ودعمها بالكفاءات القادرة على النهوض بالرعاية الأولية باعتبارها خط الدفاع الأول للخدمات الصحية. وأشاروا إلى أن بعض المباني تقف عائقا أمام أي خطوات تطوير، لأنها أصبحت متهالكة ولم تعد عمليات الترميم تعطي النتائج المأمولة، منادين بنقل المراكز جميعها إلى مقار مهيأة لتقديم الخدمات الصحية المتقدمة. وقال عدد من مراجعي المراكز الصحية، إن نقصا يشوب خدماتها يحتاج إلى معالجة عاجلة، وركزوا مطالبهم على دعمها بالكوادر الطبية والفنية، خاصة أن معظم هذه المراكز لا يوجد فيها إلا عيادة للطبيب العام، الأمر الذي يتطلب افتتاح عيادات لرعاية مرضى السكر والضغط، وأخرى للأسنان والنساء والولادة. وقال محمد حكمي: اللافت هو النقص الواضح في الأدوية، فيضطر المراجع إلى الذهاب للمستشفيات للحصول على الدواء أو شرائه من الصيدليات الخاصة، والكوادر التمريضية والطبية المساندة التي تعمل في مراكز الرعاية الصحية غير مدربة وغير مؤهلة، وتفتقر إلى أبسط مقومات الخدمات الطبية التي ننشدها. فيما تطرق عمر الرفاعي إلى المراكز الواقعة بالقرى حيث ان المرضى لا يراجعون مراكز الرعاية الصحية الأولية في القرى لأن خدماتها متواضعة حتى لو كانوا في أمس الحاجة إليها، مبينا أن السبب يكمن في غياب الحد الأدنى من وسائل الرعاية، وعدم التعامل الجيد مع الحالات الطارئة، وتعطل سيارات الإسعاف بصفة شبه دائمة. وفيما رصدت «عكاظ» أثناء جولتها على عدد من المستوصفات الحكومية، الزحام الشديد في بعض المراكز نظرا لوجود طبيب لجميع التخصصات حيث يكتظ جميع الفئات النساء والأطفال والرجال أمام بوابة الطبيب للحصول على دواء أو اخذ موعد لجرعة التطعيم، ترفض اقسام الأسنان في المراكز استقبال الحالات بعد الساعة العاشرة صباحاً بداعي الزحام الذي لديها، مما يجبر الكثير من الحالات على التوجه للمستوصفات الخاصة لتريحهم من الألم. وتشهد عدد من المراكز الأخرى تعطل ونقص في الأجهزة الخاصة بالمختبرات حيث يعتذر العاملون بها على استقبال الحالات بسبب تعطل الجهاز أو عدم توفرها. ويقف ضعف جودة وفعالية الأدوية التي يتم صرفها من صيدليات المستوصفات أمام شفاء المريض حيث إن معظم تلك الأدوية مردود شفائها ضعيف مقارنة مع الأدوية التي تصرف من المستوصفات الأهلية إضافة لعدم توفر بعض الأدوية في صيدلياتها. ويعتقد كل من تركي محمد وأحمد عبدالله أنهما فقدا الثقة في تلك المراكز الصحية من فترة طويلة بسبب ضعف الخدمات الطبية بها، واتجها إلى المستوصفات الخاصة لطلب العلاج على الرغم من استنزافها لجيوبهم ومرتباتهم الشهرية. فيما أوضح ل«عكاظ» نائب المتحدث الإعلامي في صحة جازان ماجد الجابري أنه تم مخاطبة الجهات المسؤولة عن المراكز الصحية لطلب الإفادة منهم، ولم يصلنا شيء منهم حتى الآن.