يحتفل العالم سنويا باليوم العالمي للسل اليوم الثلاثاء، حيث يأتي الاحتفاء هذا العام تحت شعار «في مسيرة دحر السل: من مكافحة السل إلى استئصاله» وذلك بهدف تكريس الجهود لمكافحة هذه الآفة وتقييم وتحليل الوضع الراهن والوقوف أمام الإنجازات التي تحققت لمكافحة انتشار هذا المرض وكذلك مستجدات العلاج والسل المقاوم الأدوية علاوة على التغيرات التي طرأت على خصائص هذا المرض. وأوضح الدكتور توفيق بن أحمد خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، أن هذا اليوم اختير لإحياء ذكرى اكتشاف الدكتور روبرت كوخ، في عام 1882، الجرثومة المتسببة في الإصابة بالسل، وكان ذلك الاكتشاف الخطوة الأولى نحو تشخيص المرض وعلاجه. واستطرد الدكتور خوجة مبينا أن المشكلة التي تقلق كل من يعنى بمكافحة السل في العالم هي انتشار الجرثومة المقاومة للعلاج والأخطر من ذلك هو ظهور حالات من المرض تدعى السل شديد المقاومة للعلاج حيث يصعب علاجه حتى باستعمال الأدوية الحديثة، ويجب معالجة هؤلاء الأشخاص المصابين بعقاقير ذات تكلفة مرتفعة ولمدة أطول تتراوح بين 18 إلى 24 شهرا. وأضاف أن السل لا يزال أحد الأمراض السارية الأشد فتكا بالأرواح في العالم، إذ تشير تقديرات عام 2013 إلى إصابة 9 ملايين شخص بالسل، في حين حصد المرض أرواح 1.5 مليون شخص منهم، من بينهم 360 ألف شخص من المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري. وتشهد حالات الإصابة بهذا المرض هبوطا بطيئا كل عام، حيث تشير التقديرات إلى إنقاذ 37 مليون شخص من الإصابة به بين عامي 2000 و2013 من خلال أساليب التشخيص والعلاج الفعالة. ومع ذلك، وفي ظل إمكانية الوقاية من حالات الوفاة الناجمة عن السل، لا يزال عدد الوفيات الناجمة عن المرض مرتفعا على نحو غير مقبول ينبغي معه تسريع وتيرة جهود مكافحته إذا ما أردنا بلوغ الغايات العالمية لعام 2015 التي وضعت في سياق الأهداف الإنمائية للألفية. وكان المكتب التنفيذي قد عقد بالتعاون مع الصحة العالمية، ورشة عمل حول أولويات بحوث السل وفيروس العوز المناعي البشري وذلك لوضع استراتيجية خليجية مستقبلية في هذا الخصوص حيث هدفت الورشة إلى مراجعة التوصيات السابقة الصادرة على مستوى دول الخليج بخصوص البحوث في مجال الإيدز والسل وتحديد الفجوات المتعلقة بتنفيذ هذه التوصيات، وتحديد أولويات بحوث السل بهدف تقوية إجراء المكافحة الحالية في إطار البرامج الوطنية. وخرجت الورشة بإجماع دول الخليج على أهمية القضاء على مرض السل وفيروس نقص المناعة البشرية ودعم المبادرة الخليجية (جعل شبه الجزيرة العربية خالية من السل / فيروس نقص المناعة البشرية) ليصبح هدفا قابلا للتحقيق، وتهدف هذه المبادرة إلى تحقيق نسبة شفاء 95% من حالات السل، وانخفاض معدل الإصابة بمرض السل الرئوي الإيجابي إلى 100.000/1، والاندماج الكامل لبرامج مكافحة السل وفيروس نقل المناعة البشرية في الرعاية الصحية الأولية، وضمن النظام الصحي الوطني، والسماح للفحص شامل للفئات المعرضة لمخاطر الإصابة بالسل وفيروس نقص المناعة البشرية.