بات شبح الغرق في الآبار المكشوفة خطرا كبيرا يهدد أهالي محافظة الحناكية وقراها لما تشهده من إهمال أصحاب تلك الآبار وخاصة المهجورة منها، والتي تجاوز عمر الكثير منها عشرات السنين، ولا تحمل أي إشارات أو علامات على جنباتها لتكفي المارة خطرها، ناهيك عن الحفريات التي تخلفها المشاريع فتتجمع فيها مياه الأمطار، فيما يلجأ إليها الأهالي رغم انعدام وسائل السلامة بها ما يشكل خطرا حقيقيا على حياتهم أثناء الأمطار والتي يتخذها كثير من الناس مكانا يروون بها صهاريجهم في ظل عدم وجود وسائل السلامة بها، كالحواجز الواقية للانزلاق وغيرها. وأصبحت هذه الآبار والمستنقعات التي تخلفها المشاريع مصيدة للأبرياء، خاصة أنها تخلو من الحواجز الواقية للانزلاق، خاصة في المناطق البرية التي تشهد العديد منها، حيث أزهقت أرواحا بريئة راحت ضحية الآبار المهجورة والمكشوفة. «عكاظ» وقفت على عدد من تلك الآبار في القرى الواقعة شرق المحافظة، والتقت بعض الأهالي الذين أبدوا مخاوفهم من تلك الآبار المهجورة. مطالبين الجهات المختصة بتعقب جميع الآبار بشكل مستمر وإلزام أصحابها بردمها أو تسويرها وتحصينها ووضع الحماية لها بشكل محكم، وتطبيق أشد العقوبات على المخالفين أو ردم الآبار المهجورة معدومة المياه التي لا يستفاد منها. يقول عبد الله المطيري: إن الآبار تنذر بالخطر على أبناء القرى وذلك للإهمال الذي طالها، مضيفا أن بعض الآبار يصل عمقها إلى 100 متر، كما أن أغلبها بلا أصحاب، كون من قام بحفرها قد توفاه الله منذ زمن، مشيرا إلى أن المشكلة تكمن في أن فوهة هذه الآبار مستوية مع سطح الأرض ولا تظهر ويصل بعض الفوهات من مترين الى ثلاثة أمتار . مبينًا إن بعض هذه الآبار أصبح حولها انهيارات وتتوسع الفوهة بشكل كبير مع مرور الوقت ما يجعلها تشكل مصائد لأرواح المارة. كما أشار المواطن نواف الحربي إلى أن هذه الآبار تقلق المواطنين، خوفا من سقوط أحدهم فيها، خاصة أن بعضها محاط بالأشجار الكثيفة ويصعب مشاهدتها عند المرور ويشكل ذلك خطرا على الأهالي. وأضاف جميع القرى في محافظة الحناكية تنتشر فيها الآبار المكشوفة وذلك يهدد حياة المواطنين وغيرهم ويتسبب في وقوع العديد من حوادث السقوط والغرق، مطالبا الجهات المسؤولة بوضع حل سريع للوقوف عليها وردمها ومحاسبة المتسبب في وضعها بهذه الطريقة، وإنزال عقوبة مشددة للحد من إهمال أصحابها. كما تحدث المواطن منور الحربي قائلا: إن شركات المقاولات التي تقوم بعمليات الطرق وغيرها من أعمال المقاولات تحفر حفراً عميقة لنقل الرمل والحجر، ما ينتج عنها تجمع لمياه الأمطار الذي يستمر لأشهر طويلة وتفتقد هذه الحفريات لأبسط العلاجات كوضع حواجز لها أو تكليف المؤسسات التي أحدثت تلك الحفريات بردمها نهائياً لتلافي الحوادث، فيما تصبح مصائد للأهالي الذين يقتربون منها بغية الاستفادة من المياه المتجمعة لحاجتهم إليها. من جهته أوضح ل«عكاظ» المتحدث الإعلامي للدفاع المدني في المدينةالمنورة العقيد خالد الجهني أن فرق الدفاع المدني تبذل جهودا كبيرة للقضاء على مخاطر هذه الآبار المهجورة، من خلال تكثيف الجولات الميدانية التي تقوم بها لجان متخصصة على الآبار ومواقع الخطر في المنطقة، مهيبا بالمواطنين الإبلاغ عن أي بئر مهجورة تمثل خطرا على العابرين والأهالي على حد سواء.