يهلل حزب الله في وسائل إعلامه لمعركة القلمون الكبرى بينه وبين المعارضة السورية، هي مواجهة يخوضها في الواقع مع الجيش السوري الحر وفي إعلامه يصور المعركة كعادته على أنها مع الإرهابيين وتنظيماتهم. معركة بدأ المحللون الموالون لحزب الله يضعون سيناريوهاتها المتعددة من كثافة للنيران الصاروخية إلى حشد لآلاف المقاتلين وانتهاء بتحديد أن زمن المعركة سيكون شهرا كاملا وتوقيتها عندما يذوب الثلج عن المرتفعات. المقدم أبو محمد البيطار أحد قياديي الجيش الحر في القلمون يقول ل «عكاظ» معلقا على هذه المعركة: «المواجهة مع حزب الله لم تنته ولم تتوقف منذ اقتحام الحزب لمدينة القصير، فنحن بسجال ميداني معهم متى سنحت الفرصة ومتى كان هذا السجال مفيدا لنا». وأضاف: «أما الكلام عن معركة كبرى فهو لزوم العمل الإعلامي والدعاية، فالحزب ومن معه من نظام أسدي وميليشيات عراقية وإيرانية يدركون تماما أن لا قدرة لهم على السيطرة على القلمون ويدركون تماما أن كل عديدهم لا يمكنه تغطية هذه الحدود الطويلة والجرود الشاسعة». ويختم البيطار: «هناك رغبة لدى الحزب بصنع انتصار وهمي بعد هزائمه في حلب وفي درعا ونحن نحذره أن سعيه لانتصار وهمي سيجلب هزيمة واقعية فلا يجربنا». بالمقابل، أوساط مقربة من حزب الله تؤكد أن هكذا معركة ليست بالسهلة مطلقا بخاصة لجهة مدينة عرسال والتي ليست بالبيئة الحاضنة لحزب الله ومقاتليه بل ربما هي بيئة معادية ومقاتلة، وتؤكد هذه الأوساط أن أي معركة في جرود القلمون لا بد أن يكون الجيش اللبناني شريكا فيها ولا بد أن تكون طائرات النظام السوري شريكة أيضا فيها، وهنا تكمن المشكلة لأن اجتماع هذا الثلاثي دونه عقبات ومحظورات يضعها وزراء 14 آذار في الحكومة اللبنانية. النائب وليد جنبلاط رئيس اللقاء الديموقراطي يهزأ من كل هذه السيناريوهات وهو في أكثر من مرة قال إن الكلام عن معركة واجتياح للنصرة وداعش لقرى لبنانية إشاعة وصناعة إعلامية، فيما رئيس بلدية عرسال علي الحجيري يؤكد أن عرسال مع الجيش اللبناني في محاربة الإرهاب شريطة أن لا يكون حزب الله شريكا في هذه المعركة. إنها معركة القلمون الكبرى أم الكذبة الكبرى وكما يقول المثل اللبناني «غدا يذوب الثلج ويظهر المرج».. وفي المرج فليتقاتل المتقاتلون أو فلينكشف الكاذبون.