أقر رئيس إحدى الشركات المصنعة للحديد بحجم معاناة الصناعة الوطنية لمنتجات الحديد الملون من جراء فرط استيراد مسطحات الحديد الملون الرديئة من الصين، لافتا إلى أن الطاقات الإنتاجية في المملكة تبلغ 380 ألف طن سنويا، بينما يقدر حجم استهلاك السوق 255 ألف طن سنويا. وقال المهندس رائد بن عبدالله العجاجي إن فائض الإنتاج البالغ 50% لم يعد المشكلة الحقيقية للصناعة السعودية، مؤكدا أن المشكلة تكمن في فرط استيراد كميات هائلة من الصين حصرا، حيث بلغت في أول 10 شهور من عام 2014م على سبيل المثال حوالي 163 ألف طن، الأمر الذي يشكل أكثر من 70% من حجم استهلاك السوق السعودية في ظل وجود فائض إنتاج أصلا. وأشار إلى أن مسطحات الحديد الملون الصينية تعد أكثر منتجات الحديد الصينية إغراقا في العالم، مضيفا أن الإغراق لا يقتصر على السوق المحلية، بل يشمل جميع أسواق المنطقة العربية. وأفاد بأن المشكلة لا تكمن فقط في فرط الاستيراد، وهو ما يعكس إغراقا كميا، بل إن الفحوصات المخبرية كشفت أن غالبية مسطحات الحديد الملون الصينية تخالف المواصفات العالمية في معظم مكونات الصاج، ففي عنصر سماكة الصاج تبين أن السماكة المطبوعة على اللاصق الموجود على لفة الصاج الملون الصينية 0.32 ملم، بينما الحقيقة أنها لم تتجاوز 0.26 ملم بعد فحصها بالمختبر، وفي مجال عنصر كمية الزنك، وهو الأهم في حماية المنتج من الصدأ، سجلت أغلب العينات الصينية التي تم فحصها كمية زنك لا تزيد على 30 غم لكل متر مسطح، وبعضها سجل 18 مل غرام فقط، في حين أن أقل درجة زنك عرفت في الصناعات الملتزمة هي 90 مل غرام لكل متر مسطح. وقال العجاجي إن أهم النتائج الصادمة كان احتواء دهانات أغلب مسطحات الحديد الملون الصينية على كميات عالية جدا من مادة الرصاص الضارة والمحظورة عالميا، حيث سجلت بعض العينات منه احتوائها على 4.555 ملم غرام لكل كيلوغرام، أي ما يعادل 50 ضعف الحد المسموح به عالميا، والذي يجب أن لا يزيد على 90 مل غرام/ كغم.