فيما يفتتح اليوم في الرياض المؤتمر الدولي لمكافحة الفساد برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تحت عنوان (مكافحة الفساد.. مسؤولية الجميع)، وذلك بفندق الانتركونتننتال، أكد مجلس الشورى في إطار دوره الرقابي أنه سيولي توجيه خادم الحرمين الشريفين حول مراجعة الأجهزة الرقابية لتعزيز اختصاصها والارتقاء بأدائها لمهامها ومسؤولياتها، والإسهام في مكافحة الفساد وحفظ المال العام ومحاسبة المقصرين، جل اهتمامه. وأوضح مساعد رئيس مجلس الشورى الدكتور يحيى بن عبدالله الصمعان أن التوجيه السامي جاء تأكيداً على اهتمام الملك المفدى وحرصه على دعم الأجهزة الرقابية، مشدداً على أن مجلس الشورى في إطار دوره الرقابي سيولي هذا الموضوع جل اهتمامه، ومشيراً في هذا السياق إلى قيام المجلس باتخاذ الإجراءات التي تعمل على دعم الأجهزة الرقابية، حيث أسند دراسة تقارير الهيئات الرقابية إلى لجنة حقوق الإنسان والهيئات الرقابية، وقامت اللجنة الأسبوع الماضي بعقد ورشة عمل لتعزيز دور الهيئات الرقابية. ولفت الصمعان إلى أن كلمة خادم الحرمين الشريفين كانت شاملة وجامعة لمحاور السياستين الداخلية والخارجية للمملكة، بدأها – رعاه الله – بالتركيز على ثوابت المملكة التي أرساها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – وهي تقوم على العقيدة الإسلامية وتحكيم شرع الله في كل شؤونها، ثم أكد على السعي المتواصل نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة، والعدالة لجميع المواطنين، وإتاحة المجال لهم لتحقيق تطلعاتهم وأمانيهم المشروعة في إطار نظم الدولة وإجراءاتها. وفي تصريح بمناسبة المؤتمر الدولي لمكافحة الفساد، أعرب الدكتور عبدالله العبدالقادر نائب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) لقطاع حماية النزاهة، عن بالغ سعادته للرعاية الكريمة للمؤتمر من خادم الحرمين الشريفين، التي تأتي استمراراً لنهج ولاة الأمر في المملكة وتطلعاتهم في حماية النزاهة، ومكافحة الفساد، إضافة إلى إسهامات المملكة في الجهود المبذولة لتعزيز وتطوير وتوثيق التعاون الإقليمي والعربي والدولي في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد. وأوضح أن هذا المؤتمر يكتسب أهميته من عدة عوامل، أهمها أنه يعقد برعاية خادم الحرمين الشريفين، كما أنه أول مؤتمر تنظمه الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة)، ويشتمل على موضوعات مهمة في مجالات متنوعة لتحقيق النزاهة ومكافحة الفساد، ودعي له نخبة من رؤساء الهيئات، والمنظمات، والمختصين، والخبراء، والمهتمين بهذا المجال من المحيط المحلي والإقليمي والدولي. ورحب الدكتور العبدالقادر بضيوف المؤتمر في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية، لافتا إلى أن الهيئة دعت إلى عقد مؤتمرها الأول، انطلاقاً من تنظيمها الذي نص على تنظيم مثل هذه الفعاليات حول الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد، ولإلقاء المزيد من الضوء على أهمية مكافحة الفساد من الجميع، واستضافت لعقده نخبة من ممثلي بعض الهيئات والمنظمات الدولية، ومن أبناء المملكة مسؤولين ومهتمين، رغبة في أن يثروا محاور المؤتمر بتجاربهم وخبراتهم ورؤاهم وأفكارهم. من جانبه رفع نائب رئيس (نزاهة) لقطاع مكافحة الفساد أسامة بن عبدالعزيز الربيعة، خالص الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين على رعايته الكريمة للمؤتمر، مشيراً إلى اهتمامه - يحفظه الله - منذ توليه مقاليد الحكم لإكمال مسيرة الإصلاح والتنمية ومكافحة الفساد وحماية النزاهة، حيث بدأ عهده بجملة من الإصلاحات والتغييرات الإدارية، التي نسأل الله أن تحقق الأهداف المرجوة. وأوضح أن مكافحة الفساد تتطلب تعزيز التعاون بين الدول والمنظمات الدولية ذات العلاقة انطلاقاً من مبادئ القانون الدولي، والمواثيق والمعاهدات الدولية الموقعة، وأن المملكة لا تألو جهداً للعمل على تحقيق ذلك، والإسهام في الجهود المبذولة لتعزيز وتطوير وتوثيق التعاون الإقليمي، والعربي، والدولي في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد. ونوه إلى أن هذا المؤتمر الدولي (مكافحة الفساد.. مسؤولية الجميع) يأتي انطلاقاً من تنظيم الهيئة (نزاهة) الذي نص على إقامة مثل هذه الفعاليات، ويحقق ما عليه الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد حول الاستفادة من خبرات الدول والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد. وأضاف الربيعة أن المؤتمر سيناقش عدة قضايا ومن بينها ما يتعلق بدور الأجهزة العدلية والرقابية في المجتمع لمكافحة الفساد، واستعراض التجارب الدولية والإقليمية والعربية في مكافحة الفساد، وإسهامات هيئات مكافحة الفساد في تطوير الأنظمة والإجراءات، وذلك للاستفادة من كل ذلك في رفع مستوى الأداء في ظل الدعم اللامحدود الذي تلقاه الهيئة من لدن خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وولي ولي العهد، حفظهم الله، مؤكداً حرص الهيئة على الترحيب بحضور ومشاركة الجميع في هذا المحفل الدولي.