يؤكد مسؤولو وزارة الثقافة والإعلام، بين الفينة والأخرى، أن الرقابة في معرض الرياض الدولي للكتاب ليست لمنع اقتناء الكتب أو تسويقها، وإنما للحد من التجاوزات أو التطاول على الثوابت الدينية والأخلاقية كما يوضح المتحدث الرسمي للوزارة الدكتور سعود كاتب، الذي يعول على الرقابة الذاتية للناشرين والقائمين على دور الكتب. من جانبهم، يؤكد المشرفون على المركز الثقافي العربي ل«عكاظ» أن لديهم رقابة ذاتية تحول بين الرغبة في الأرباح والتوزيع، وبين التطاول أو التجاوز على عادات وتقاليد وأعراف المواطن. من جانبه، يوضح القائم على دار بيسان أن الهدف من توزيع الكتاب نشر الثقافة والوعي لا بث الفوضى أو العبث، موضحا أن دار النشر عليها أن تلتزم بمفردات العقد مع إدارة المعرض حتى لا تكون عرضة للمنع في أعوام مقبلة. ويرى مسئول البيع في دار رياض الريس أن بعض المتسوقين تستفزه بعض العناوين، علما بأنه لو فتح الكتاب لقرأ شيئا مختلفا، ولما تعامل بانفعال واندفاع نحو لجنة المطبوعات للتبرم من بعض الكتب. أما مدير دار مدارك خالد العتيق، فيوضح أن المرونة والانسيابية حاضرة في معرض الرياض، مؤكدا تعاون لجنة المطبوعات ولجان المعرض مع دور النشر بصورة إيجابية، لافتا إلى خبرة ودربة أعضاء اللجان بحكم تجربة تسعة أعوام، مشيرا إلى أن بعض القراء المتطوعين ربما لا يعجبه عنوان أو صفحة من كتاب، فيضطر للذهاب للهيئة أو لجنة المطبوعات، مبينا أن التعامل بهدوء وحكمة وإيضاح للحقيقة ينهي بعض الإشكالات ويهدئ من انفعال البعض، كون الجميع إخوة في وطن واحد والمعرض مفخرة لكل مواطن ومثقف. ويؤكد الإعلامي عبدالعزيز النصافي أنه لا اعتراض على الرقابة، كوننا لا نقبل التطاول على الدين أو الثوابت الوطنية، مشيرا إلى أهمية المرونة في التعامل مع الناشرين، ما يعزز انطباعا إيجابيا عنا وعن إداراتنا ووزاراتنا. الروائي أحمد الدويحي يوضح أن الرقابة نسبية، وكذلك مستوى وعي وإدراك القراء يتفاوت، وعزا إشكالات بعض المتطوعين من القراء مع دور النشر إلى الحماس والعاطفة المتجاوزة حدود الموضوعية. ويذهب الإعلامي عبدالله وافية إلى أن المنع ليس حلا؛ لأن الحريص على كتاب يمكنه الحصول عليه بسهولة، داعيا المسؤولين عن المعرض إلى التفريق بين من يقتني الكتب للقراءة ومن يقتنيها للبيع والتسويق ونشر أفكار محددة سلفا.