انتكس الوضع الصحي في القطاع الجبلي بمنطقة جازان إلى الدرجة التي بات العلاج فيها، لكثير من أبناء المراكز والقرى الجبلية، يعتمد على الأعشاب، بعدما فقدوا الأمل في الحصول على علاج في المستشفيات العامة، نظرا لنقص عيادتها من ناحية، ونقص الكوادر الطبية وغياب التشخيص السليم من ناحية أخرى. ويستغرب الأهالي النقص الكبير في كثير من التخصصات، وقلة الأدوية وعدم توفر الأجهزة الطبية وقلة الأسرة التي لا تستوعب المرضى. وطالب أبناء فيفا وداير بني مالك والعيدابي والعارضة، من وزارة الصحة بجلب أطباء ذوي كفاءات بكل التخصصات للتشخيص الدقيقة لكل الحالات التي يتم فحصها، وللأسف الأطباء غير قادرين على احتواء المريض ومعرفة آلامه، الأمر الذي أعاد بعضهم مجددا إلى الاكتفاء بالأعشاب للتداوي من بعض الأمراض التي يعالجها الطب. وأوضح محمد الفيفي أن الأهالي ينتظرون البدء في مشروع مستشفى فيفا الجديد الذي تعثر لأكثر من 8 سنوات، رغم أن الكثيرين كانوا يعلقون عليه آمالا كبيرة في التخفيف عن معاناتهم في البحث عن العلاج والرعاية الطبية لمرضاهم خارج المحافظة، مطالبين بافتتاح المراكز الصحية الأولية في نيد الدارة وحقو فيفا والجوة ودعم المراكز الحالية بالأطباء والفنيين وتأمين الأدوية. وفي مستشفى العيدابي أبدى عدد من الأهالي امتعاضهم من تدني الخدمات الصحية في المستشفى والذي يقف مجسما دون وجود خدمات طبية متكاملة به، ويعاني من نقص الأدوية والأجهزة الطبية وتعطل معظمها وغياب عيادات النساء والولادة وقلة الأسرة. ويلجأ أهالي جبال سلا إلى التداوي بالأعشاب والطب الشعبي، والتي ساعدتهم في تخفيف آلامهم أفضل من العقاقير الطبية التي يقطعون لها عشرات الكيلو مترات للحصول عليها، دون فائدة. وتتصاعد وتيرة الشكاوى حول مستشفى بني مالك العام يوما بعد يوم، حيث يعرب الكثير من الأهالي عن استيائهم من سوء الخدمة المقدمة للمرضى المنومين والمراجعين للعيادات الخارجية ونقص بعض أجهزة المستشفى، مثل أجهزة قسم المختبر وقلة الكوادر والأسرة بالطوارئ ووجود بعض الأجهزة الأخرى دون تركيب، كما أن قسم العلاج الطبيعي لا يعمل بالشكل المطلوب، ويفتقد لجود أخصائيين بقسم الولادة والأطفال، وتعثر مبنى مشروع قسم الكلى وتكدس الجثث بثلاجة الموتى وعدم وجود طبيب مناوب. وفي العارضة تحولت طوارئ مستشفى العارضة العام إلى واجهة للأسف لا تخدم المراجعين من المرضى، في ظل نقص الكوادر الطبية وتعطل الأجهزة العلاجية، ونقص الأدوية. وأكد العديد من المرضى أن معاناتهم من المستشفى متكررة، خاصة أن سعة المستشفى قليلة بالنسبة لحجم سكان المحافظة شرقي جازان، والذين ينتشرون في أكثر من 70 قرية، إضافة إلى نقص الكوادر الطبية وضعف الكادر الموجود. إلى ذلك أكد الدكتور أحمد السهلي، أهمية تطوير أقسام العظام والجراحة وقسم الحضانة بمستشفى بني مالك، موضحاً أنه سيتم دعم قسم الكلى بمستشفى فيفا بالتمريض والطوارئ بالقوى العاملة المدربة والعمل على تشغيل جهاز الأشعة بالمستشفى «ستي سكان». وبين مدير عام الشؤون الصحية بجازان، أنه سيتم تشغيل التنويم بقسمي الباطنة والأطفال بمستشفى العيدابي كمرحلة أولى إضافة للطوارئ والعيادات الخارجية العاملة، مشيرا إلى حرص الوزارة على استقطاب القوى العاملة وإعطاء صحة جازان الأولوية في إنهاء جميع الإجراءات الإدارية والمالية بهذا الخصوص، وغيرها من احتياجات صحة جازان، معلناً عن وضع خطة عمل زمنية مدتها ثلاثة أشهر لافتتاح وتشغيل 15 مركزاً صحياً بالقطاع الجبلي، وتسع نقاط للطبابة السيارة. إضافة إلى إنشاء مشروع المستشفى الجبلي بسعة 300 سرير.