يوم سفلت معالي أمين العاصمة المقدسة الأستاذ عبدالله عريف – رحمه الله – شارع المنصور بمكة المكرمة، كنت من موظفي شرطة المنطقة الخامسة بجرول وعندما حضرت صباح أحد الأيام لقينا الشيخ عبدالله الخزاعي عمدة الطندباوي ينتظرني بالمكتب على غير عادته فسألته: ما الخبر؟ فقال : والله يا حبيب - وهي لغته في مخاطبته -: وقع حادث دهس عند الفجر، وأخذ الإسعاف المدعوس وجئت بالسائق المودع لدى الجند فطلبت من الشاويش العم سعيد الزهراني إحضار السائق الذي ما إن سألته عن الكيفية التي دهس بها السائر في طريقه؟ فقال: صدقني أنني كنت أسير غير مسرع ولكن الشاب وهو أسود اللون قطع الخط بسرعة وبالطبع هو أسود وثوبه أسود وأنا أسود وكمان السيارة سوداء فكيف لنا أن نتبين بعض ؟! وعندما حضر العقيد محسن .... فدفعت له بالجاني والإفادة التي سجلتها له ليتخذ بشأنه ما يقضي به النظام.. تذكرت هذا وأنا أقرأ أن الغالبية تختار سيارات باللون الأسود، أو الكحلي في الوقت الذي هجر الرجال الكحل في العيون. فاللون الكحلي على العين والرأس لتكحيل عيون نسائنا والعنب الكحلي لذيذ، وحتى السحاب «الجون» أي الضارب إلى اللون الأسود وهو المثقل بالغيث، كل ذلك على العين والرأس، إلا أن يكون لون السيارات باللون الكحلي.. لأنه لون يخلط بين السيارة والأسفلت فلا تستبين العيون لأول وهلة .. في جزء بسيط من الثانية التباين بينهما، وهذا الجزء من الثانية مهم.. لأن العين تحتاج إليه لإرسال رسالتها إلى المخ بوجود سيارة ملاصقة أو حتى مجاورة فيتفاداها السائق، فإذا لم يتوفر للعين هذا الجزء من الثانية فقد تقع الكارثة. لذلك وكما اتفق المرور في كافة أنحاء العالم في طوكيو بآسيا وريو دي جانيرو بأمريكا اللاتينية على أن تكون خطوط الأسفلت الفاصلة باللون الأصفر أو اللون الأبيض.. فإن على قومنا مستهلكي السيارات أن يتجنبوا عند شراء سيارات جديدة أي لون كحلي أو داكن أو قاتم.. وخير الألوان للسيارات هو الأبيض.. توفيرا لوقت العيون.. خصوصا الشباب الذي تستهويه السرعة. وربما لو أن المرور أحصى السيارات المصدومة لوجد أن ذوات اللون الأبيض هي الأقل عرضة للصدام من أي لون آخر، وأن اللون الأسود وأقرباءه وجيرانه هو اللون الأكثر صدامية فاعلا ومفعولا به. فعلى الشركات.. وكذلك المرور أن يشنوا حملة توعية باجتناب اللون الضارب للسواد، وأن يحثوا الناس على شراء سيارات وعربات بألوان فاتحة.. وإن كان لابد فاللون الرصاصي والبمبي والأحمر فهي تتوافق مع العمر.. من بداية الفجر حتى بداية الأسفار.. لكني أفضل أن تسفر الشمس.. في هذا الموضوع.. فتكون ألوان سياراتنا ضاحكة مسفرة لا عابسة عليها قترة. السطر الأخير: بيضاء كالشمس وافت يوم أسعدها لم تؤذ أهلا ولم تفحشْ على جار [email protected]