يعيش مدرب الفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي السويسري كريستيان جروس حالة من التشتت الذهني منذ انطلاقة الدور الثاني؛ نتيجة الغيابات الطارئة على صفوف الفريق، والناجمة عن تعرض عدد من لاعبيه لإصابات بليغة، إلى جانب استغناء الإدارة الاهلاوية برئاسة الأمير فهد بن خالد عن الورقة الأهم في الدور الأول وأحد مصادر القوة التي ظل يراهن عليها السيد «جروس»، والمتمثلة في الهولندي «مصطفى الكبير»، الأمر الذي أدى إلى ظهور الفريق بشكل فني باهت وضعيف. وبحسب مصادر خاصة أكدت بأن السويسري جروس دخل في نقاش طويل مع إدارة الأهلي خلال فترة التوقف التي تسبق انطلاق الدور الثاني بذل خلالها السويسري الغالي والنفيس في سبيل الإبقاء على «الكبير»، وأصر على عدم رحيله من الفريق؛ لأنه -على حد قوله- بحاجة للاعب يجيد القيام بأدوار دفاعية تتمثل في الضغط على لاعبي الفريق المنافس في «الثلث الأول من ملعب الخصم»، إلى جانب قيامه بأدوار هجومية؛ نظير تمتعه بمخزون لياقي عال، إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل وأعلن أخيرا استسلامه للضغوط وموافقته في اجتماع الرياض، الذي امتد لأربع ساعات وجمعه بشخصيات مؤثرة وأصحاب القرار في البيت الأهلاوي أقنعته بضرورة رحيل «الكبير»، تمهيدا للتوقيع مع البرازيلي أوزفالدو لورنسو لاعب نادي ساوباولو خاصة أن الأخير يحظى بسيرة كروية مغرية واهتمام كبير من الأندية الأوروبية ولعب لصفوف منتخب السيلساو في لقاءات ودية محدودة، فكانت الموافقة من المدرب السويسري على الرغم من عدم قناعته بهذه الخطوة شريطة أن تكون المسؤولية مشتركة ما بين الجهاز الفني والإداري. وبعد لقاء الأهلي بنظيره النصر بدأ السويسري «جروس» في إرسال أولى رسائل العتاب لإدارة ناديه بصورة غير مباشرة قال فيها «خسرنا اثنين من لاعبينا سعيد المولد ومصطفى الكبير»، وزاد «لقد أنقذنا المعيوف من كارثة النصر». ولتسليط الضوء أكثر حول هذا الجانب أبدى المدرب الوطني بندر الأحمدي أسفه على سلسلة التغيرات الطارئة على صفوف الفريق، موضحا بأن الفترة الشتوية غالبا ما تستغل من قبل الفرق لتصحيح الأوضاع، وفي إطار الضرورة القصوى، ولكن ما حدث في الأهلي كان بمثابة تغيير لمجرد التغيير، في حين كان من الأولى على إدارة النادي الحفاظ على مكتسباتها بالتجديد للاعب سعيد المولد أو توفير بديل في حال تأكد غيابه سواء بجلب لاعب محلي أو توفير بديل من الفريق الأولمبي يعوض النقص الطارئ على صفوف الفريق خاصة أن «أمير كردي» لاعب غير مقنع للمدرب، كما أن تأثير النتائج على مستوى الفريق فنيا ظهر واضحا مع انطلاقة الدور الثاني خاصة في الشق الدفاعي الذي عانى كثيرا من غياب المساندة وضغوط الفرق المقابلة كالنصر والهلال والقادسية الكويتي والأهلي الإماراتي والخليج مؤخرا، حيث استقبلت شباك الفريق في المباريات ال 6 السابقة 8 أهداف. تكديس غير موزون وأضاف الأحمدي «الأهلي افتقد للخيارات الهجومية والتي أصبحت معدومة في ظل غياب مهند عسيري وعمر السومة للإصابة، والسبب تتحمله الإدارة التي استغنت عن المهاجمين المحليين أمثال محمد مجرشي وإسماعيل مغربي إلى جانب إلغاء عقد مصطفى الكبير، والذي يجيد اللعب كرأس حربة، فالمتابع البسيط يدرك حجم الورطة التي يواجهها جروس بعد تعرض عسيري والسومة لإصابات خاصة أنه لا يوجد في تشكيل الأهلي كله مهاجم صريح سوى هذين اللاعبين، متسائلا في الوقت نفسه، عن اسم المهاجم الذي سيلعب كرأس حربة صريح في مواجهة الفريق المقبلة أمام الشباب محليا على سبيل المثال لا الحصر، كما أن الإدارة ارتكبت خطأ كبيرا تمثل في عملية تكديس مجموعة من اللاعبين في الوسط على حساب المراكز الأخرى مع ملاحظة تشابه الأدوار للمحليين والأجانب، وهذا الأمر يتحقق في كل من «المؤشر، العوفي، المطيري، أوزفالدو، الجاسم، المقهوي، العمري»، وفي الجهة المقابلة لم توفر الإدارة بديلا جاهزا بمستوى الأساسي في مركز المحور، فزكريا سامي يفتقد للخبرة ويحتاج لوقت طويل يتخلله عمل فني كبير ومشاركات متعددة قبل الاعتماد عليه في التشكيل الأساسي لفريق يحرص على كسب لقب الدوري والبطولة الآسيوية. لا إرهاق واستبعد الأحمدي في ختام حديثه ما يتردد مؤخرا حول تعرض الفريق للإرهاق نتيجة كثرة المشاركات، مبينا بأن عدد المشاركات التي يخوضها الفريق تعتبر طبيعية جدا في ظل وجود مدرب محترف كان من المفترض عليه اللجوء لعملية التدوير في بعض المراكز لتجنب مثل هذه الحالات.