من تبوك مرورا بالرياض ووصولا إلى المنطقة الجنوبية أكد آباء وأشقاء الشهداء الأربعة الذين لقوا وجه ربهم مساء يوم الاثنين في حادث سقوط طائرتهم العامودية أثناء قيامهم بأحد التمارين في قاعدة الملك خالد العسكرية في محافظة حفر الباطن، أنهم وأبناءهم وأشقاءهم فداء للدين والوطن، معبرين عن اعتزازهم وتشرفهم باستشهادهم في ميدان العز والكرامة وهم يعدون أنفسهم لخدمة الدين والأمة والقيادة، ورغم ألم الفقد وجدنا في تعازي القيادة والمسؤولين ووقوفهم معنا والكم الكبير والهائل من تعازي من نعرف ومن لا نعرف خير مداو لمصابنا فنحن وما نملك فداء لهذا الوطن. وبين محمد علي العرفج والد الشهيد المقدم علي العرفج، أن الفقد والمصاب عظيم ولكن نحتسبه وزملاءه شهداء، فالله عز وجل اختاره ومن معه في ميدان الكرامة والعزة وخدمة الدين والوطن والقيادة وهذا شرف لنا جميعا، فنحن نعرف الأخلاق العالية التي كان يتمتع بها رحمه الله وغفر له، مشيرا إلى أن تعازي القيادة والمسؤولين وعامة المجتمع خففت مصابهم، مبينا أن اتصال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدفاع وكلامه الذي قاله، يؤكد مدى التلاحم الكبير الذي تعيشه دولتنا، وقال: «الشهيد دائم الاتصال بنا كما زارني قبل أسبوعين في الرياض وغادر لعمله وهذه آخر مرة رأيته فيها حتى وصلني خبر استشهاده الذي قابلته بالصبر والإيمان»، وأضاف: «للشهيد ثلاثة أبناء محمد وفيصل وعبدالله وجميع الأسرة تشعر بألم كبير لفراقه يرحمه الله ولكن عزاءنا الوحيد أنه غادرنا وهو في ميدان الشرف والكرامة». من جهته، أكد العقيد قبلان بن جديع والد الشهيد الملازم أول جديع قبلان أن الجميع مستعدون للتضحية في سبيل الدين والوطن والقيادة وحماية مقدسات هذا الوطن العظيم، وأسرته تتشرف باستشهاده في ميدان البطولة وتحتسبه مع زملائه شهداء عند ربهم، وقال: «القيادة دائما مع أبنائها في كل الأحوال ونحن بيت واحد في وطن واحد ومصابنا واحد، وقد تشرفنا بتعزية القيادة وتعزية جميع من واسانا في الفقيد وسمعنا من الجميع كلاما يثلج الصدر من خلال وقفتهم معنا وشد عضدنا، وهذه رحمة من الله عز وجل أن يكون بين الجميع مثل هذا التلاحم والحب والشعور النبيل، كما تشرفنا بزيارة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وزير الحرس الوطني». وبكلمات الفخر والاعتزاز بدأ المواطن نهار الجهني والد الشهيد وكيل رقيب رائد الجهني حديثه ل(عكاظ)، مشيرا إلى أنه يشعر بالفخر والاعتزاز ونجله يستشهد في سبيل الدين والوطن، وهذه نعمة من الله عز وجل لا يعرفها إلا من تذوقها، وقال: «استشهاد ابني رائد مع زملائه الآخرين رحمهم الله وسام فخر وعزة نتوسمه جميعا، فدرب العزة والكرامة الكل يريد أن يستشهد فيه، والحمد لله رب العالمين أن اختار ابني ليكون ضمن قافلة شهداء هذا الوطن العظيم بقيادته وأبنائه، ونحن جميعا فداء للدين والوطن والقيادة ولو نقدم أثمن ما لدينا لا يمكن أن نوفي الوطن وقيادته حقهم علينا»، وأردف: «راض كل الرضا عن الشهيد رائد الذي كان دائم السؤال عني وعن والدته وأهله، ورغم ألمي الكبير عليه إلا أن استشهاده هو مصدر فخر لي، ومن نعرفه ومن لا نعرفه جاء يعزينا في الشهيد وهذه نعمة عظيمة، كما أن القيادة الرشيدة لم تقصر معنا أبدا، فاتصال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وتعزيته لنا ونقل تعازي القيادة لنا هو وسام عز نفتخر به جميعا»، وعن الحالة الاجتماعية للشهيد بين أنه عقد قرانه وتم تحديد الزواج في شهر شوال القادم، لكن مشيئة الله فوق كل شيء، مشيرا إلى أن لديه ابنا آخر (سلمان) يعمل في أحد القطاعات العسكرية خدمة للدين والوطن. وأوضح المواطن محمد الفيفي شقيق الشهيد الملازم ماجد الفيفي: «إن استشهاد شقيقي في سبيل الله وفي ميدان العز والشرف أمر يمثل مصدر فخر ورفعة رأس، فما سمعناه من جميع من واسانا وعزانا في الشهيد أمر أفرحنا ولله الحمد رغم ألم المصاب فهو ولله الحمد لاقى وجه ربه في أشرف موقف يمكن أن يقفه الإنسان وهو الاستعداد للدفاع عن الوطن وعن أبناء الوطن»، مشيرا إلى أن تعزية القيادة محل التقدير من الجميع، مبينا أن آخر اتصال هاتفي مع شقيقه قبل يوم تقريبا من الحادث، وقال: «كنا نتواصى في هذا الاتصال على بعض والأهل أيضا».