عبر خبيران يمنيان عن تفاؤلهما بالدور الخليجي الذي وصفاه بالقوي، مؤكدين ل«عكاظ»، أن اليمنيين يعلقون آمالا كبيرة على هذا الدور لإخراج اليمن من عثرته، وذلك في ضوء الاجتماع المرتقب اليوم لوزراء خارجية دول مجلس التعاون. وشددا على أن الدور الخليجي بات مطلوبا وبقوة في هذه المرحلة الخطيرة، في ظل مساعي العصابات والميليشيات المسلحة وعناصر الإرهاب لتدمير اليمن وجره نحو الفوضى والحرب الأهلية. وقال الأمين العام لرابطة نازحي صعدة الدكتور عمر مجلي ل«عكاظ»: نعلق آمالا كبيرة على الموقف الخليجي في انتشال اليمن من براكين العصابات الإرهابية والميليشيات المسلحة واستعادة الدولة اليمنية، وممارسة الضغط على الحوثي للتراجع عن الانقلاب. وأضاف أن الشعب اليمني يعول الكثير على دول الخليج خاصة المملكة، وينتظر من اجتماع اليوم اتخاذ إجراءات عملية تمنع وقوع اليمن في يد عصابات طائفية، تقوده نحو المجهول، واعتبر أن الموقف الخليجي مثل أداة ضغط على الحوثي ويختلف عن موقف الكثير من الدول. وأفاد مجلي أن جماعة الحوثي لا تملك إرادة وطنية ولا هدف وطني وإنما تمارس العنف وتنفذ أجندة خارجية وتهدد الكثير من البلدان وتتجاهل القضايا الوطنية، محذرا من أن أعمالها الكارثية تقود اليمن إلى حافة الهاوية. وانتقد النخب السياسية وقيادات الأحزاب، مؤكدا أنها تعيش في صراعات مستمرة ما أدى إلى ترك الساحة لميليشيات الحوثي، إلا أن الموقف الخليجي جاء أقوى من مواقف الأحزاب اليمنية ذاتها التي تعاني من مناكفات وصراعات. وعبر مجلي عن أمله أن يتمكن الخليجيون من إنقاذ اليمن قبل فوات الأوان، بعد أن تخلى عنه الجميع، لافتا إلى أن الأحزاب السياسية ذهبت تلهث وراء مصالحها إرضاء للحوثي أو خوفا من بطشه. وأوضح أن الدول الخليجية تلقى قبولا وترحيبا من قبل كافة أطياف المجتمع اليمني، ولا تعد مواقفها تدخلا كونها جزء لا يتجزأ من الشريحة المجتمعية. وشدد على أن الوضع اليمني الراهن بحاجة إلى قرارات قوية وصريحة تخدم مصلحة اليمن والمنطقة، وعبر عن استيائه من الدور الأممي قائلا: نحن لا نؤمل كثيرا على الأممالمتحدة التي تملك أجندة مختلفة، إذ كان باستطاعتها أن تفعل الكثير لكنها للأسف لم تفعل، ومن ثم فإن الأمل الكبير معلق على دول مجلس التعاون خاصة المملكة، وعليهم أن لا يتركوا اليمن يسقط في براثن الإرهاب سواء بين الميليشيات الحوثية المسلحة أو تنظيم القاعدة الإرهابي. من جهته، رأى المحلل السياسي ياسين التميمي، أن اجتماع وزراء خارجية دول الخليج حول اليمن اليوم، سيكون مفصليا ومهما لجهة وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بطبيعة التحرك خلال المرحلة المقبلة. واعتبر أن دول الخليج معنية سياسيا وأمنيا بإعادة قطار التسوية السياسية إلى مساره الصحيح، لا سيما بعد أن انسحبت البعثات الدبلوماسية الغربية من صنعاء وسلمت اليمن إلى المجهول، لافتا إلى أن التحديات السياسية والأمنية الآتية من اليمن تبدو أكثر خطورة من ذي قبل، فهي لا تستهدف إفشال الدولة وتجييرها لصالح المشروع الإيراني الطائفي في المنطقة، وإنما تستهدف تحويل اليمن إلى منصة وموقع متقدم للمشروع الإيراني الطائفي، موجهة بالأساس ضد أمن واستقرار دول المنطقة. وأضاف التميمي أن القوى المؤيدة لدولة المواطنة وللشراكة الوطنية وللسلام والاستقرار، قوى مؤثرة، ويمكن أن تشكل نقطة ارتكاز يعتمد عليها في جهد خليجي مكثف لإنهاء الحالة الشاذة التي تعيشها اليمن في هذه المرحلة، بعد انقلاب الحوثيين على مؤسسات الدولة الدستورية. وحمل الجميع العودة إلى مسار التسوية واستكمال عملية الانتقال إلى مرحلة الدولة الاتحادية وفقا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني.