تتلقى أسرة الراحل عابد خزندار التعازي في وفاته، الجمعة، عقب الصلاة عليه بالمسجد الحرام بعد صلاة فجر الجمعة، ثم دفنه في مقابر «المعلاة» بمكةالمكرمة، ويصل الجثمان مساء الخميس، ويقام العزاء بالقرب من منزل شقيقه «سهيل»، حي الشاطئ شارع زيد بن الخطاب المتفرع من شارع حراء بجواز مسجد الإيمان. إلى ذلك، أوضح سهيل خزندار (الشقيق الأصغر للراحل) قائلا: مع أنه كان بعيدا عن الوطن في الأعوام ال15 الأخيرة، إلا أنه كان دائم السؤال عن أحبابه وأصدقائه وأهله، ومرضه في الأعوام الأخيرة أوقف تواصله المباشر معنا، ويمكنني أن أصفه بالرجل المحب للجميع، العادل في تعاملاته مع الآخرين، علاقته مع أهله ومحبيه دائما تكون في قمتها، لا يخاف في الحق لومة لائم حتى لو كان ذلك يؤدي إلى الإضرار بمصالحه، ومثال ذلك أنه كان ينتقد في كتاباته بعض الجهات الحكومية، وكنا نقول له: إن هذه الجهات لها شراكات معنا وتعاقدات في الكثير العقود التجارية، ولكنه يقول: لا يمنع تلك التعاقدات من أن أنتقد أخطاءهم في مقالاتي، ولذلك كان يحب أن يظهر الحق حتى لو كان على نفسه، كما أنه لم يفجر يوما في خلافاته مع الآخرين، بمعنى أنه يختلف مع البعض دون أن يفجر في الخصومة، وهذه بعض من مآثر الراحل رحمه الله. وأضاف سهيل: «كانت علاقتنا كأبناء وعلاقتنا كأشقاء، علاقة قوية لم نشعر أنها فترت في يوم من الأيام، ولذلك وجدنا في الأسرة بيئة صالحة في الحب، فقد أفعمنا والدنا بالعيش في كنفه بالحب، فقد كان الوالد محبا لوالديه وزوجته وإخوته، فتعلمنا منه ذلك الحب فأصبحا فريقا محبا لبعضا البعض، هذا الحب انتقل لنا أيضا من والدتنا (هيا عنقاوي) رحمها الله، فهي قد أغدقتنا بحبها وروتنا به، فخرجنا من بيئة أشعبت وأشيعت بالحب». وأوضح سهيل: «لقد عشنا أنا وسقيقاي حسن وعابد مع الأدب، حيث وجدنا أن الكتب والمجلات تحيط بنا من كل جانب، فقد كان بيتنا غنيا بها، خصوصا كتب والدنا وعمي حسين الذي كان من أدباء الرعيل الثاني في الحجاز، فعكفنا في قراءة تلك الكتب والمجلات، وبذلك عشنا في بيت حب وأدب». وعن بداية رحلة عابد خزندار إلى باريس، يقول سهيل: «وصل عابد باريس للمرة الأولى في أوائل السبعينات الميلادية من القرن الماضي، باحثا وراء العلوم والثقافية، وعندما تعلم اللغة الفرنسية، قرأ في أفكار بعض الكتاب والفلاسفة الغربيين مثل: ليوسبيتزر وجويس وجاك ديريدا وهيجل وهايدغر وشوبنهاور الذي سحرته أفكارهم، وخصوصا جيمس جويس ويوليسيس، ودرس الآداب الفرنسية وعلم الأسلوب في اللغة الفرنسية، وسحرته أفكار هؤلاء الفلاسفة الغربيين. وعن علاقة عابد خزندار بالكتاب والمفكرين العرب، أوضح سهيل أن «عابد» كانت لديه علاقات جيدة مع الكثير من الكتاب والمثقفين والمفكرين العرب، مثل: أدونيس وعبدالمعطي حجازي، كما كانت له علاقة قوية مع الأديب الراحل عبدالله عبدالجبار، وعندما كان ينزل من مكة إلى جدة كان يجلس في ضيافة «عابد»، ولذلك كان «عابد» يدين لأستاذه عبدالله عبدالجبار، معتبرا أنه هو الذي حفزه وشجعه على الكتابة، بمتابعة «عبدالجبار» ما يكتب «عابد»، ولذلك تجده في كل مناسبة يقدم الشكر والتقدير الدائم لأستاذه عبدالجبار.