بعد عقد من الزمن، تجاوب موقف أهالي قرى تمنية 45 كم جنوبي شرق أبها، والتي تمتد على مساحة تزيد على 700 متر مربع، على امتداد الطريق المؤدي إلى الحبلة، مع دعوة الهيئة العامة للسياحة لتطوير المواقع التراثية التي يصل عددها إلى 10 قرى، وتفاعلوا معها بإنشاء مجلس للقرية، يضم 15 عضوا، يخاطب الإدارات الحكومية لهذا الغرض. وأكد رئيس قسم المشاريع بأمانة منطقة عسير المهندس خالد العمري، التنسيق بين أمانة المنطقة والهيئة لإيجاد فرص واعدة لهذه القرى بإيصال الكهرباء وتنفيذ مشاريع الرصف والخدمات التي قد تصل تكلفتها إلى أكثر من 205 مليون ريال، إضافة إلى أعمال الإنارة التي تمت بتكلفة تزيد على مليوني ريال، فضلا عن وضع قرية آل ينفع التراثية بتمنية من ضمن أولويات تطوير القرى التراثية وسفلتتها. وأضاف أنه يجري العمل على حصر المتهالك منها لإعادة السفلتة وإنارة الطريق السياحي، الحزام الدائري بتمنية وإنارة الطريق العام المؤدي إلى تمنية من بداية منتزه الفرعاء إلى منتزه الجرة وتطوير المداخل الخاصة بها. وأوضح مدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة المهندس محمد العمرة أن تمنية تعتبر نقطة إلتقاء المنتزهات، وتمتاز بوجود المحميات الطبيعية والمطلات بالشرحة وجبل إبران وغابات الصرماء وعين الغلب المطلة على عقبة القرون وتشرف على تهامة.. وينفذ ويقوم حاليا فرع وزارة النقل بعسير بإنشاء عقبة فيها، وهي من أجمل المطلات وتمتاز بكثافة الغطاء النباتي الذي لازال على طبيعته المكونة من شجر العرار والطلح والعتم وغيرها من الشجيرات العطرية مثل حوض فاطمة «الشذاب».. ناهيك عن المواقع الأثرية، مثل مسجد الجامع الأسفل وهو مقام منذ عدة قرون ولازال محتفظا بطرازه المعماري القديم. وأضاف: إنها أيضا تمتاز بالمباني القديمة التي تحتوي على ما يسمى بالمدافن وهي عبارة عن خزن استراتيجي للحبوب وقت الحصاد لإدخارها وحمايتها من التلف مهما طالت مدة خزنها والمدرجات الزراعية والمنبسطة والتي تمتاز بزراعة حبوب القمح والذرة والشعير والجرن، أو الجرين وهو موقع يستخدم لحصاد الحبوب على شكل دائرة تدور فيه الأنعام بواسطة عارضة تعلق بها حجر يسمى المدوسة ومن تصفية الحبوب وفصلها عن التبن بواسطة آلة تسمى المذراة. وأضاف: إنه تمت إقامة حجرة لمتحف جماعة آل ينفع لجمع التراث والأوراق القديمة المسماة (قواعد الإصلاح بين المتخاصمين آنذاك والعوائد القبلية)، وهي الآن جاهزة لاستقبال الزوار وسط القرية بالحوية، إضافة إلى متحف التراث بقرية القارية بتمنية، وفيه تم جمع التراث بطريقة منظمة وجميلة يمكن للزائر الاستمتاع بمحتوياته التراثية». وأكد العمرة أن تمنية تمتاز أيضا بجودة الماء ووفرته خصوصا في المناطق الجبلية إضافة إلى العبارات الموجودة تحت المباني تسمى «شداخة» للربط بين المنازل لتوفير الحماية والمساحة في المباني باستخدام البناء بالأخشاب والحجر، وبزراعة الورقيات والبر والخضروات لوجود آبار ارتوازية لمياه نقية، يجري الآن عمل الخطط التطويرية لها. إلى جانب الأعمال التي قامت بها أمانة منطقة عسير بتلك القرى..