بعد عقد كامل من الزمن، تحول موقف أهالي قرى تمنية التي تقع جنوب شرق مدنة أبها ب45 كم بمساحة تزيد عن 700 متر مربع على امتداد الطريق المؤدي إلى الحبلة من التردد في التجاوب مع دعوة الهيئة العامة للسياحة لتطوير المواقع التراثية التي يصل عددها إلى 10 قرى، إلى التفاعل معها وإنشاء مجلس للقرية، يضم 15 عضوا، يقوم بدور مخاطبة الإدارات الحكومية لهذا الغرض. وأوضح مدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة المهندس محمد العمرة أن تمنية تعتبر نقطة إلتقاء المنتزهات، وتمتاز بوجود المحميات الطبيعية والمطلات بالشرحة وجبل إبران وغابات الصرماء وعين الغلب المطلة على عقبة القرون - تشرف على تهامة ويقوم حاليا فرع وزارة النقل بعسير بانشاء عقبة فيها، وهي من أجمل المطلات وتمتاز بكثافة الغطاء النباتي والذي لازال على طبيعته المكونه من شجر العرر والطلح والعتم وغيرها من الشجيرات العطرية مثل حوض فاطمة "الشذاب" - ، ناهيك عن المواقع الأثرية، مثل مسجد الجامع الأسفل وهو مقام منذ عدة قرون ولا زال محتفظا بطرازة المعماري القديم، والمباني القديمة التي تحتوى على ما يسمى بالمدافن وهي عبارة خزن استراتيجي للحبوب وقت الحصاد لإدخارها وحمايتها من التلف مهما طال مدة خزنها والمدرجات الزراعية والمنبسطة والتي تمتاز بزراعة حبوب القمح والذرة والشعير والجرن، أو الجرين وهو موقع يستخدم لحصاد الحبوب على شكل دائرة تدور فيه الأنعام بواسطة عارضة تعلق بها حجر يسمى المدوسة ومن تصفية الحبوب وفصلها عن التبن بواسطة آلة تسمى المذراة. وأضاف في ذات الصدد "إنه تم إقامة حجرة لمتحف جماعة آل ينفع لجمع التراث والأوراق القديمة المسماة (قواعد الإصلاح بين المتخاصمين آنذاك والعوائد القبلية)، وهي الآن جاهزة لإستقبال الزوار وسط القرية بالحوية، إضافة إلى متحف التراث بقرية القارية بتمنية، وفية تم جمع التراث بطريقة منظمة وجميلة يمكن للزائر الإستمتاع بمحتوياته التراثية". وأكد العمرة أن تمنية تمتاز أيضا بجودة الماء ووفرته خصوصا في المناطق الجبلية اضافة الى العبارات الموجودة تحت المباني تسمى "شداخة" للربط بين المنازل لتوفير الحماية والمساحة في المباني باستخدام البناء بالاخشاب والحجر، وبزراعة الورقيات والبر والخضروات لوجود آبار ارتوازية لمياة نقية، يجري الان عمل الخطط التطويرية لها. وعن الأعمال التي قامت بها أمانة منطقة عسير بتلك القرى، أكد رئيس قسم المشاريع بالأمانة المهندس خالد العمري التنسيق بين الأمانة والهيئة لإيجاد فرص واعدة لهذه القرى بإيصال الكهرباء وتنفيذ مشاريع الرصف والخدمات والتي قد تصل تكلفتها الى أكثر من 2 مليون ريال ونصف، إضافة إلى أعمال الإنارة التي تمت بتكلفة تزيد عن 2 مليون ريال، فضلا عن وضع قرية آل ينفع التراثية بتمنية من ضمن أولويات تطوير القرى التراثية وسفلتتها. وأضاف أنه يجري العمل على حصر المتهالك منها لإعادة السفلتة وإنارة الطريق السياحي الحزام الدائري بتمنية وإنارة الطريق العام المؤدي إلى تمنية من بداية منتزه الفرعاء إلى منتزه الجرة وتطوير المداخل الخاصة بها.