ضغوطات الكهرباء، او ما اصطلح على تسميته تقنيا ب(زيادة الاحمال) باتت حلقة من مسلسل طويل لا ينتهي في مدارس جدة. وهو امر لا يبعث الاطمئنان في قلوب الطلاب والطالبات ولا حتى في قلوب اولياء امورهم. حالات التماس تتجلى اكثر في المدارس المستاجرة، لكن الخطر لا يفرق بين هذا وذاك فمعظم المدارس في جدة تتوسط الأحياء ما يعني ان حدوث مكروه لن يمتد خطره الى مساحة محددة بل الى كافة أنحاء الحي. عقد نفسية آباء طالبات تعرضت مدارسهن الى تماسات كهربائية يضعون اياديهم على قلوبهم ويطالبون اكثر من جهة باتخاذ تدابير صارمة تمنع التماس وتداعياته.. وهذا خالد منصور والد طالبة في المرحلة المتوسطة يقول: تكرر في مدرسة ابنتي تماس كهربائي أكثر من مرة ما أشعرنا انا ووالدتها، بالخوف والقلق فقررت ان انقلها الى مدرسة أخرى.. صحيح انها بعيدة لكننا نشعر بالاطمئنان والامان عليها. الموقف ذاته حدث مع احمد حسن الذي يقول: ابنتي تدرس بالصفوف الاولى في ابتدائية بجانب منزلنا والمبنى مستأجر وحدث تماس كهربائي أكثر من مرة لكن الحدث لم يتطور وتم احتواؤه فقررنا نقلها من المدرسة حتى نجنبها الخوف والهلع الذي مرت به وحتي لا تصاب بعقدة نفسية يصعب علاجها. خلل الجرس محمد حامد وماهر محسن قالا ان ابنتيهما في المرحلة الابتدائية وحدث في مدرستهما تماس كهربائي مرتين ما جعلهما ترفضان الذهاب الى المدرسة خوفا من تكرار الحادث واضطرا الى نقل ابنتيهما الى مدرسة اخرى. في المقابل، يوضح المتحدث باسم الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة العقيد سعيد الغامدي ان حوادث المدارس التي يباشرها الدفاع المدني يرد بلاغ عنها من ادارة المدرسة فتتلقى غرفة العمليات البلاغ وتباشر الحدث بعد ابلاغ ادارة التعليم والهلال الاحمر والدوريات الخاصة في المنطقة ويتم التعامل مع الحادث فورا، فإذا كان حريقا يتم اخماده وإن كان تماسا يتم انهاء الحالة بحضور مندوب من شركة الكهرباء وتوجيه هيئة التدريس بطريقة الاخلاء السليمة ثم يكتب محضر مشترك لادارة التعليم لاصلاح الخلل. ويؤكد المتحدث ان دور الدفاع المدني التعامل مع الحالة وابلاغ ادارة التعليم عن الخلل مع العلم ان شروط الدفاع المدني للأمن والسلامة واحدة في المدارس الاهلية والحكومية، موضحا ان سبب الحوادث في الفترة الاخيرة يعود اما لخلل في جهاز الانذار او لضغط الكهرباء على الكابل. ملاحقة دورية مالك بن طالب رئيس لجنة المدارس الاهلية يوضح ان المدارس من اخطر الاماكن على الاطلاق كونها نقطة تجمع لعدد كبير من البشر لذا يجب ان تكون درجة الامن والسلامة كبيرة ودقيقة. وعن المدارس الاهلية أشار الى انه لا يتم منح تصريح بإنشاء مدرسة الا اذا حصلت على تصريح من الدفاع المدني. كما يجب عدم الاكتفاء باعطاء التصريح من الدفاع المدني بل المتابعة والزيارات الفجائية لمراقبة وضع المبنى فالتصريح كما هو معروف مدته عام وخلال العام يجب ان تكون الزيارات مستمرة. اما عبدالمجيد الغامدي المتحدث الرسمي في ادارة التربية والتعليم فقال ان ادارة الامن والسلامة تقوم بدورها مباشرة في حالة التماسات الكهربائية بينما تتلقى ادارة المباني والصيانة أي بلاغات للصيانة سواء الطارئة او العادية وتتعامل معها بما تتطلبة الحالة، والاعطال قد تحدث في المباني الحكومية او المستاجرة لكنها اكثر في المستأجرة. خطأ فني اللواء متقاعد عبدالله جداوي استشاري السلامة ونظم مكافحة الحريق قال ان المدارس المستاجرة تعاني من مشكلة كبيرة تتلخص في الجانب الفني لأن طريقة التعامل مع الكهرباء تكون خاطئة حيث ان الاغلب في نهاية اليوم الدراسي لا يحرص على اغلاق اجهزة التكييف كل واحد على حدة اي ان يتم اغلاق كل الاجهزة بمفاتيحها لا بطريقة غلق الطبلون الاساسي إذ إنه بهذه الطريقة وعند اعادة التشغيل في الصباح يحدث ضغط كبير يسبب تماسا كهربائيا لأن جهاز التكييف الواحد عند بداية تشغيله يحتاج إلى جهد كهربائي كبير وبعد عملية بعشر دقائق يستقر الوضع ويصبح تحميل الكهرباء عاديا هذا حال جهاز تكييف واحد فكيف بأكثر من عشرة اجهزة في الطابق الواحد؟ هذا يجعل القدرة الكهربائية لا تفي بالغرض لذا نجد ان اغلب الحوادث تحدث في بداية اليوم الدراسي. يواصل اللواء جداوي ويقول ان المباني المستأجرة مصممة بعدد غرف محددة وأجهزة تكييف محددة وفي كثير من الاوقات تتم إضافة ملاحق وفصول ما يزيد العبء على محطة الكهرباء دون تقويتها فتسبب الحوادث. وأوضح ان هناك نقطة مهمة للغاية تسبب الحوادث في المنازل او المدارس وهي استخدام «الافياش» الرديئة، والمطلوب الالتزام باجراءات الامن والسلامة الخاصة بالدفاع المدني والمتابعة المستمرة للاجهزة الكهربائية وصيانتها.