أن نرفض عدوان إسرائيل على الأراضي العربية سواء في سوريا أو في لبنان هذا أمر طبيعي، أما أن يكون العدوان على حزب الله وإيران في القنيطرة ومن ثم يكون الرد من لبنان فهذا ما لا نوافق عليه لأن إيران جرتنا إلى حروب عدة مع إسرائيل، وأن تدمر إسرائيل لبنان في كل مرة فهذا ما لا نوافق عليه.. ظننا عندما هددت إيران بضربة قاسية ومؤلمة لإسرائيل أن الرد سيأتي من طهران وإذا بالمسؤولين هناك يعتبرون أن ما قام به حزب الله في ضواحي شبعا هو الرد الإيراني فهذا ما يدعو للسخرية حقا. وكأن تعريض لبنان للخطر أصبح مصلحة إيرانية، وتدمير الجنوب والتضحية بأبنائه، وزج حزب الله في الحرب مع الشعب السوري وقتل السوريين مصلحة إيرانية. يأتي المسؤول الإيراني إلى بلادنا، ويستقبل استقبال الرسميين، وهو يضع على وجهه ابتسامة صفراء تنذر بالخراب والدمار، فهذا أمر نرفضه.. نحن نرفض أن تجعل طهرانلبنان مسرحا لها، تستخدمه ساعة تشاء، وتحول من فيه إلى رهائن، يدورون مع مصالحها، لأن لبنان ليس حزب الله فحسب، ولا هو ملك لطائفة من الطوائف، بل هو دولة مستقلة، لها كيانها وشعبها وليس محافظة من محافظاتإيران.. شيء من الأخلاق، وشيء من اللباقة وشيء من الأصول الدولية والعلاقات بين الدول. يأتي أحدهم من إيران وكأنه الوالي الذي يحكم لبنان ووسيلته التي يستند إليها للأسف الشديد هي حزب الله، وحزب الله يأبى أن يكون لبنانيا، ويصمم على أن يكون فارسيا إيرانيا، وهو يأخذ أوامره من إيران، وينفذ ما تريده إيران، فإلى أين يأخذنا حزب الله؟ لقد استخدمنا جميع الملفات مع حزب الله لإقناعه بخطأ سلوكه وخطره على أمن لبنان وأمن الجنوب بشكل خاص، ولكنه يأبى إلا أن يسمع لغة واحدة، وهي اللغة الفارسية.. لو دخلنا في حرب مع إسرائيل هذه المرة فلن نجد أحدا يمد يده إلينا لإعادة إعمار ما تهدم، بعد أن حولنا جميع الذين مدوا أيديهم إلينا في السابق وأعادوا إعمار الجنوب وأعادوا إعمار لبنان، حولنا هؤلاء إلى أعداء وهاجمناهم وقتلناهم، وأثرنا المشاكل الأمنية في بلادهم. العرب لم يعد باستطاعتهم أن يساعدونا أكثر مما فعلوا، فماذا ستكون الضحية لو دخلنا في حرب جديدة مع إسرائيل ودمر الجنوب من جديد؟ ألا يكفي ما فعلته إيران في سوريا وفي العراق وفي اليمن.. فهل تريد أن تدمر لبنان من جديد؟