لفت «كنز الملكة المجهولة» المعروض في المتحف الوطني في الرياض الزوار، والذي يعد اكتشافا أثريا مهما يعيد للأذهان ما تزخر به المملكة من آثار لحضارات قديمة استوطنت الجزيرة العربية. وتعود قصة اكتشاف الكنز إلى الحفريات التي جرت شمال شرقي منطقة « ثاج» بالمنطقة الشرقية، وأسفرت عن اكتشاف رفات فتاة تبدو ملكة ترقد على سرير من الخشب بدعائم برونزية على شكل تماثيل آدمية. وتضمن الاكتشاف قناعا مذهبا وثلاثة عقود ذهبية وأساور وخواتم وأزواج أقراط وكفا ومجموعة كبيرة من الرقائق الذهبية وشرائط ذهبية رقيقة وأزرارا ذهبية وكلها مصنوعة من الذهب الخالص. ويعكس هذا الاكتشاف جوانب ثقافية متعددة لحضارة «ثاج» المتأخرة، أبرزها الجانب التقني المتمثل في صناعة المعادن النفيسة، والمرصعة بالأحجار الكريمة، وما تمتعت به تلك الحضارة من غنى وثراء. وأفاد عوض بن علي السبالي، في دراسته الأثرية الميدانية، التي صدرت حديثا عن «ثاج» تحت إشراف الهيئة العامة للسياحة والآثار، بأنها تقع في المنطقة الشرقية على بعد 85 كيلومتر تقريبا إلى الجنوب الغربي عن مدينة الجبيل، وهي تعد من موارد المياه القديمة، حيث تتوافر فيها مياه عذبة وتحتوي على آثار كثيرة. وقد تم حصر 15 بئرا داخل السور الأثرية وسبع آبار تقع في محيط «ثاج» الأثرية في الجهة الجنوبية والشرقية منها، وهي مطوية بأحجار، ولا يزال البعض منها يستخدم حتى الآن. كما أنها تقع على طريق القوافل التجارية القديم المتجه جنوبا إلى اليمامة والأفلاج، ومنها إلى وادي الدواسر ثم إلى قرية الفاو ونجران، وقد كشفت الحفريات التي أجريت في الموقع الأثري عن أقدم فرن للفخار في المنطقة الشرقية. وتقع مدينة ثاج داخل سور يقع داخله ما يسمى ب«التلال السكنية» يفصل بينها ممرات يتراوح عرضها بين الخمسة والستة أمتار. وأشار إلى أن «ثاج» تعود إلى العصور الحجرية، حيث أثبت المسح أنها قد استوطِنت في عصور ما قبل التاريخ.