نددت المملكة بالجريمة النكراء البشعة التي نفذها التنظيم الإرهابي «داعش» بحق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، ووصفت العمل بالبربري الجبان المنافي للأخلاق الإنسانية، مع تأكيد تصميمها وإصرارها على الاستمرار في محاربة الإرهاب وملاحقة الفكر المنحرف الضال وأهله؛ لأنهم خطر يتهدد المجتمعات وأمنها واستقرارها. وهذا الموقف الذي جددته المملكة، أمس، موقف أصيل ثابت في سياستها، تمسكت به وعملت على ترجمته في خطط وبرامج وإجراءات عملية، وبذلت في ذلك كل طاقاتها وإمكانياتها؛ لإيمانها بأن الإرهاب ليس له جنس أو وطن، وهو داء تجب محاصرته والقضاء عليه قبل أن يحرق الأخضر واليابس. وقد دعت في وقت مبكر المجتمع الدولي إلى إدراك خطورة الإرهاب وما يشكله على الأمن الإقليمي والدولي وأهمية التعاون والتنسيق الوثيق لإيجاد آليات عملية للتقليل من خطره، بل والقضاء عليه وتجفيف منابعه والوقوف في وجه الأسباب المؤدية إليه. ويبدو أن البعض لم يكن على وعي بحجم المخاطر، أو ظن أنها بعيدة عن أرضه ومصالحه، ولهذا لم يأخذ الخطوات اللازمة التي يستدعيها هذا الخطر، لكن الصورة باتت، اليوم، واضحة لا تخفي اتساع دائرة تهديد الإرهاب، والذي يمثل فيه «داعش» رأس الحربة، فالجرائم التي يرتكبها هذا التنظيم ومن يتفق معه في الفكر وما يجره على الأمن الإقليمي والعالمي أصبح واضحا للجميع وعليهم أن يتحركوا لمواجهته. وإذا كان هناك من يتراخى في محاربة التنظيم؛ لأنه يستفيد تكتيكيا من تمدده، فإنه يرتكب خطيئة في حق الإنسانية ويلعب بالنار التي ستحرقه يوما ما. الإرهاب خطر على الجميع، وآن الوقت للتضامن من أجل القضاء عليه.