تعد رواية «طيور العتمة» للروائي السعودي ماجد سليمان، الصادرة عن دار الساقي في بيروت، مغامرة جريئة ومهمة لروائي تمرس في كتابة الأعمال السردية، ورسم اسمه بقوة في المشهد الثقافي. يقدم سليمان في روايته تجربة إنسانية خاصة بطله القوي يدعى برهان، الذي يجد نفسه منساقا فجأة إلى عالم السجن المرعب، بعد أن يقبض عليه مع 12 شخصا بتهمة التخطيط لمحاولة انقلابية. هناك، في ذاك العالم المظلم، يغدو الموت خيارا أسهل من الحياة. وتتحول رغبة السجان في الحفاظ على حياة السجين نوعا آخر من العذاب النفسي والمعنوي، بخاصة حين تكون اللافتة المرفوعة على باب المدخل «رفقا بالسجناء فهم آدميون». من السجن إلى الصحراء، يختبر بطل «طيور العتمة» تجربة تتأرجح بين الهرب والأمل والخوف والحب، فيقضي برهان أيامه على حافة الموت، بعد مقتل أصدقائه جميعا. وأتت «طيور العتمة» بعد مجموعة من الأعمال الإبداعية التي سبق أن قدمها ماجد سليمان، ومن أبرزها: في الرواية «عين حمئة»، و«دم يترقرق بين العمائم واللحى»، وفي القصة «نجم نابض في التراب»، وفي الشعر «قبعة تطير في الريح».