حين يعزز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أهمية العمل صوب تحقيق الازهادر والرخاء لخلق غد واعد لشعب وفي نبيل.. ويؤكد حفظه الله على ذلك في أول جلسة مجلس وزراء للحكومة الجديدة في عهده الميمون.. فإن تطلعات الشعب تحلق حتما في فضاء التفاؤل بمستقبل واعد ولاسيما مع الاختيارات الموفقة للوزراء الجدد، فالمتأمل لتشكيل الوزراء الجديد يقرأ ملامح حكومة التكنوقراط في وجوه كفاءاتها وهذا المصطلح المثير للتساؤل من أصل يوناني مكون من كلمتي «تكنو» بمعنى «مهارة»، و«كراتوس» وتعني «القوة» أو «الحكم»، ويشير إلى الحكومة التي تعتمد في اختيار مسؤوليها على الخبرات الفنية المتخصصة في مجال كل وزارة. لذا فالتفاؤل يملأ الأفق بهذه الكفاءات الشابة التي تتولى الحقب الوزارية في العهد الجديد، ولاسيما بعد أن تشكلت من الطبقة العلمية الفنية المثقفة ذات التأهيل العالي محليا وخارجيا وهو ما سيكون صمام أمان في ترجمة رؤية الملك سلمان بن عبدالعزيز في خدمة الوطن والمواطن بكل مرونة وسهولة وبعيدا عن البيروقراطية التي ظلت تنخر في جسد التنمية في مراحل عدة. طاولة المجلس المستديرة فعلى طاولة مجلس الوزراء المستديرة.. تحلق أمس نحو 11 وزيرا جديدا بينهم 6 وزراء يحملون «الهندسة» في تخصصات مختلفة، وآخرون يختزلون خبرات تخصصية كبيرة في مجالاتهم وهو ما يؤكد على أن المرحلة المقبلة ستكون ذات ملامح مختلفة بعد أن رسم خادم الحرمين الشريفين خارطة العمل المرتكزة على الإنجاز والدقة والجودة وتطوير آليات العمل بأساليب متطورة وعقليات متفتحة، حيث إن المرحلة تتطلب عملا جاداً وتفكيراً خلاقاً، لمواكبة التطورات الحديثة. الوزراء الذين صافحوا بعضهم أمس في أول جلسة عمل رسمية جاءوا من مدارس مختلفة منها الأكاديمية والقطاع الخاص والقادمون من تجارب خارجية ذات عمق إداري كبير وهو ما يقود صوب نجاح متوقع في إدارة شؤون الدولة، وتجديد العمل وتقوية الأجهزة الحكومية، بعد الاستعانة بخبراتهم، لرسم سياسة جديدة نحو الأفضل في تقوية اقتصاد الدولة في الوزارات ال11 فيما يتسلم 6 وزراء مهندسين حقائب وزارية مهمة وهم: وزير الثقافة والإعلام، وزير الاتصالات، وزير الشؤون الاجتماعية، وزير الشؤون البلدية، وزير التعليم، ووزير الخدمة المدنية. تركيبة مختلفة المجلس الذي طرق أمس أبواب المستقبل كان خليطا من الدماء والأفكار والرؤى، والذي أعطى بعداً لأهمية الإدارة التفاعلية لمتولي المناصب القيادية في سبيل السعي بهم والارتقاء بهم إلى درجة القائد، وبالتالي تحسس اهتمامات واحتياجات المواطنين، والسعي نحو إرضائهم، ولعل أهم رسالة يمكن قراءتها من هذا التغيير أن هذا التوجه ينم عن رؤية تجديدية وإصلاحية للقادم.. أي أن ذلك التوجه يصنع ثقافة التهيئة للمهام التي يفرضها المستقبل. خطيب الصحة بلا مشلح حقيبة وزارة الصحة المليئة بالتحديات الكبيرة التي تحتاج لمشرط فاعل لتخليص هذه الوزارة من الزوائد التي أثقلت جسدها.. ستكون بين يدي الوزير الحيوي الذي يدلف الخمسين من العمر أحمد بن عقيل بن فهد الخطيب وعضوا في مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية والحاصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة الملك سعود، والدبلوم في التخطيط المالي ودبلوم في إدارة الثروات من جامعة ديلهاوسي في كندا، تكون مهمته سهلة بل سيواجه معوقات كبرى لكنه قرر أن يتخلى عن «مشلحه» ويدخل في عمل ميداني مبكر وهذا ما أكده في أول لقاء جمعه بمنسوبي الوزارة. الدخيل وهندسة التعليم ** وأمام وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيل ستكون المهمة مختلفة بعد دمج وزارتي التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي في وزارة واحدة وهو ما يحتاج لرسم سياسات جديدة تمكن من تطوير العملية التعليمية وتحول دون تصادم التوجهات بعد الانصهار في بوتقة واحدة وتوازن بين الحقوق والواجبات للكوادر المنتسبة لهذه الوزارة الوليدة، لذا يتطلع المجتمع المعرفي في بلادنا المباركة من الوزير الذي يحمل درجة الدكتوراه في الهندسة المدنية لإدارة المشاريع من جامعة دندي. الدخيل الذي عرف خلال المرحلة المقبلة بتركيزه على المعلم حجر زاوية في تنمية التعليم وتطويره تتطلع منه الأوساط المجتمعية والتعليمية نقلة مختلفة. خبير القضاء والعدالة ** ومن بين الوجوه الشابة التي دلفت قبة مجلس الوزراء أمس الدكتور وليد بن محمد بن صالح الصمعاني الذي يقبع في نهاية العقد الرابع من العمر ويحمل الدكتوراه في القانون المقارن مع مرتبة الشرف الأولى من المعهد العالي للقضاء في شعبة الأنظمة (قسم السياسة الشرعية) بجامعة الإمام محمد بن سعود، حيث سيبدأ في مهمته الجديدة مواجها فيها المستقبل برؤية عدلية مختلفة مرتكزة على خبرات سابقة أهلته لهذا المنصب حيث التحق بالسلك القضائي في ديوان المظالم وعمل قاضيا في القضاء الإداري والتأديبي والجزائي والتجاري بديوان المظالم، ورأس عددا من الدوائر القضائية في ديوان المظالم، وعمل عضوا في مكتب الشؤون الفنية في ديوان المظالم الذي يختص بإبداء الرأي وإعداد البحوث والدراسات وتصنيف الأحكام والمبادئ القضائية، كما سبق أن اختير عضوا في لجنة التدريب والتطوير في ديوان المظالم وشُكل ضمن فريق العمل المشرف على الأرشفة الإلكترونية للأحكام القضائية بالديوان، وعمل أمينا لهيئة التدقيق مجتمعة، التي تختص بإرساء المبادئ القضائية فيما مثَّل ديوان المظالم في العديد من اللجان المشكلة في هيئة الخبراء في مجلس الوزراء لدراسة مشاريع الأنظمة وتعديلها والعديد من الدراسات القانونية الأخرى. الطريفي وتوازن الرؤية وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي القادم من عمق العمل الإعلامي المتنوع هو أيضا عضو مجلس الشؤون السياسية والأمنية، وعضو مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وكان رئيسا لتحرير الشرق الأوسط ومجلة المجلة، فيما تولى مؤخرا قبل أن يدلف لمجالس الوزراء إدارة قناة العربية وهو إعلامي وباحث مختص في السياسة الإقليمية، وديبلوماسية المملكة العربية السعودية، والعلاقات السعودية - الإيرانية، والسياسة الخارجية لدول الخليج، والنظريات الحديثة في العلاقات الدولية، والاقتصاد السياسي للدولة النفطية، فيما حاز على العديد من الجوائز والزمالة منها جائزة «النزاع الدولي» لأفضل بحث علمي على مستوى الدراسات العليا في جامعة لندن (2007)، ومنحة زمالة شيفننغ البريطانية (2006). ما يميز هذا الوزير الشاب هو توازن الرؤية في الطرح والعقلانية والمهنية التي ستجعل من صناعة الإعلام الهادف عنوانا عريضا للمرحلة المقبلة. القصبي المؤتمن على البسطاء لوزارة الشؤون الاجتماعية.. كان الدكتور المهندس ماجد بن عبدالله القصبي الأقرب لحمل لواء هذه الوزارة والمضي بها صوب تحقيق أحلام البسطاء والفقراء والمحتاجين، حيث يحمل درجة الدكتوراه في الإدارة الهندسية بمرتبة الشرف من جامعة ميسوري الأمريكية ودرجة الماجستير في الإدارة الهندسية بمرتبة الشرف من جامعة ميسوري الأمريكية، وحصل على درجة الماجستير في الهندسة المدنية بمرتبة الشرف من جامعة بيركلي الأمريكية. وظائف المستقبل وفي الخدمة الميدانية سيكون الوزير خالد بن عبدالله العرج حاملا لآمال الخريجين والخريجات المؤهلين في مختلف التخصصات بأن يؤمن لهم «وظائف المستقبل» المتناسبة مع تأهيلهم، فيما يرى موظفو الدولة أنه سيكون قادرا على إعادة النصاب للسلم الوظيفي في مختلف القطاعات وكسر روتين التجميد الوظيفي، ولا سيما وهو المؤهل الحاصل على درجة الماجستير في علوم تكنولوجيا الإدارة، مع مرتبة الشرف، ودرجة بكالوريوس العلوم في هندسة التصنيع، مع مرتبة الشرف من جامعة وسكانسون في أمريكا، وشهادة في برنامج التنمية الائتمانية في نيويورك.