رحم الله خادم الحرمين الشريفين فقيد الأمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وهكذا هي سنة الله في خلقه وسيرث الله الأرض ومن عليها، وأهلا وسهلا بمليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز متعه الله بالصحة والعافية وجعل قدومه لحمل هذه الأمانة الثقيلة قدوم خير وبركة على أبناء هذا الوطن، ونرحب بكل من صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وكذا سمو الأمير محمد بن نايف، ونبايعهم جميعا على كتاب الله وسنة رسوله، ونسأل ذا العزة والجلال أن يمدهم بعونه وتوفيقه لخدمة الدين والوطن، وما هؤلاء إلا ثمار يانعة من تلك الشجرة المباركة ذات الجذور الراسخة في الأعماق وذات الأغصان السامقة التي تعانق عنان السماء والأوراق الوارفة التي تحمل بين جنباتها تلك الثمار الناضجة، وها نحن بدأنا نقطف ثمار الجيل الثاني من تلك الشجرة، وكان بدايتها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف الذي عين وليا لولي العهد ونائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية، وحقيقة أن تعيين سموه بهذا المكان المهم لم يأت من فراغ، ولم يأت لأنه ابن الأمير نايف، بل أتى به إلى هذا المكان وفقا لمرئيات هيئة البيعة التي بنيت على اعتبارات ذات قيمة عالية، فهو من تربى بأحضان والده المرحوم نايف رجل الأمن الأول ومحتضنه، والأمير محمد متعلم ومثقف وممارس وفارس إداري ناجح، فقد خلف أباه في حمل أعباء الأمن في هذا الوطن، وطوع الإرهاب وخنقه في جحره وجحر الإرهابيين من خلال ثلاث طرق، فمن واجه رجال الأمن منهم فإما أن يكون قد قتل أو أمسك به، ومن أمسك به فإما أن تكون نهايته الاقتصاص منه وفقا لأحكام الشريعة الغراء، وإما أن يؤدب بالسجن كل حسب ما حكم عليه به شرعا، إلى جانب ولوجه مركز الأمير محمد للمناصحة. والأمير محمد لا شك بأن عمله في وزارة الداخلية وتفانيه بخدمة هذا الوطن وثقافته السياسية وأبوته الحانية لأبناء الشهداء وتواضعه الجم في مواساته لذوى الشهداء والتماس حاجاتهم جعلت له مكانة عالية في نفوس أبناء الوطن وزكته لتولي هذا المنصب الحساس، فنعم الرجل وأنعم به من أمير أمين على أرواح أبناء الوطن والمقيمين على أرضه، ولذا فمن واجبنا الدعاء له بالتوفيق والسداد، وأن نضع أيدينا بيده في محاربة الإرهاب بكل أشكاله وأوقاته وحالاته، وختاما أقول بارك الله بتلك الشجرة التي بدأنا نقطف ثمارها من الجيل الثاني، وليس الأمير محمد هو الوحيد، لا بل هم كثر الذين ينتظرون أدوارهم في خدمة هذا الدين والوطن ومواطنيه، ولكن لا بد من وجود اعتبارات تجعل هيئة البيعة تجعله بداية لدخول الجيل الثاني أحفاد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه خدمة هذا الدين والوطن في هذا المجال، وإلا فها نحن نراهم منتشرين في الدوائر الحكومية ليحملوا المسؤوليات الوطنية، إلى جانب إخوانهم أبناء الوطن.