تشوب أجواء الهلال غيمة غموض كبيرة جراء التغييرات التي طرأت على الفريق في الفترة الماضية، وفيما قررت الإدارة تعزيز الثقة بالمدرب ريجي وبلاعب الفريق الروماني بينتلي ومحترفه البرازيلي نيفيز، وضعت نفسها على محك صعب في مواجهة جماهير الزعيم التي لن تسمح هذه المرة بالمزيد من الانتكاسات والتخبط. عاد الفريق العاصمي للوقوف على قدميه، بعد تخطيه عقبتي الاتحاد دوريا وفي كأس ولي العهد واستعادة الثقة تدريجيا بعد نكستي هجر والنصر، إلا أن الثقة المفرطة في المدرب سيكون ثمنها باهظا إن لم تكن في محلها، خاصة بعد تفجر الأزمات منذ الخروج الآسيوي وما تعرض له اللاعبون والإدارة من موجة انتقادات وصفتها الجماهير بالحملات المنظمة. وكان الغضب الجماهيري من الإدارة قد وصل ذروته، ورغم أنها وعدت بالحل إلا أن ذلك سيصبح بلا قيمة إن لم تنجح على أرض الواقع في إعادة الزعيم لمكانه الطبيعي في قمة الترتيب والخروج ببطولة على الأقل بعد موسم جاف غادره الأزرق بلا إنجاز لأول مرة منذ سنوات طويلة. يحتل الأزرق المركز الرابع في سلم ترتيب فرق دوري عبداللطيف جميل للمحترفين في نسخته الثانية برصيد 24 نقطة، وينافس على تحقيق لقب كأس ولي العهد حيث يواجه حطين السبت، ويستعد لخوض غمار الآسيوية في الشهر المقبل، وأمام كل ذلك مازالت الصورة قاتمة لدى الهلاليين الذين يأملون أن ينتفض أزرقهم ويعود إلى منصات التتويج كما كان في وقت سابق. شبهات سامارس مازالت ردود فعل الهلاليين حول استقطاب اللاعب ساماراس منقسمة بين مرحب ومتوجس، فالطرف الأول يرى أن وجود لاعب يقيد في الخانة الآسيوية بديلا لكواك على هذا النحو فكرة إيجابية، كون الاستفادة من هذه الورقة يكاد يكون معدوما في أندية القارة لتواضع مستوى لاعبيها قياسا بالآخرين. فيما أن الطرف المتوجس يشكك في نجاح الصفقة وما إذا كانت خيارا ناجحا أم لا سيما في ظل رحيل كواك الذي كان لاعبا أساسيا في توازن خط الدفاع وثباته منذ منتصف الموسم الماضي، غير أن كلا الطرفين يخشيان شبهة السمسرة في الصفقة كونها جاءت عن طريق زوجة مدرب الفريق التي دخلت الساحة الرياضية السعودية بقوة وعبر صفقات لقطبي الكرة العربية الهلال والاتحاد، لعبت دورا في حسم انتقالهما وهو الأمر الذي يثير مخاوف البعض. وكانت الصحف الرومانية قد تناقلت تفاصيل الصفقة وذكرت أن زوجة ريجي لعبت دورا كبيرا في الصفقة وأن اللاعب سيتقاضى في ستة أشهر فقط زهاء مليوني دولار أي ما يعادل 7 ملايين ونصف المليون ريال، وللهلال الأولوية في شراء عقده في حال قدم مستويات جيدة ولموسمين على أن يحصل في الموسم الأول على ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار وفي الموسم الثاني على أربعة ملايين، بمعنى أنه سيتقاضى في عامين قرابة 25 مليون ريال. وعبر عدد من الهلاليين في شبكة الزعيم عن انزعاجهم من تدخل زوجة ريجي في الصفقة، وقال راكان الغامدي، كان صدمة لي أن تتم الصفقة بهذه الطريقة وعن طريق نفس المرأة التي جلبت بنتلي للهلال، كنت أتمنى أن تكون الأمور بغير هذا النحو وأن يرحل بينتلي ويأتي بديلا له لاعب مميز وليس كواك. فيما علق عضو الشبكة «ابن الزعيم» بالقول لماذا هذا التشاؤم، لا يهمنا من أتى به اللاعب يملك قامة عالية وطوله 192 سم، ويمتاز بالرأسيات وهذه عقدتنا من سنين، ثالثا أبدع مع سيلتك لكن للأسف البعض يحكم قبل أن يرى، وبالنسبة للهبوط ربما لأنه لم يرتح في ناديه أو عنده مشكلة مع المدرب، أتذكر جيدا كيف انتقد البعض التعاقد مع ويلي بحجة أنه عائد للملاعب من إصابة رباط صليبي وأن له فترة طويلة غائب عن الملاعب، وأثبت في النهاية أنه من أفضل الأجانب، وأتمنى أن لا نستعجل الأحكام. تكملة عدد بدوره، علق محمد بن صالح وقال برأيي أنه لاعب تكملة عدد، كنت أتمنى بقاء الأجانب إن كان اللاعب على هذا النحو، فمستواه الأخير لا يبشر بخير ولا يستحق أن يحمل شعار الزعيم. من جانبه، قال محمد حمدان ها هو كواك أبدع مع منتخب بلاده وقادهم للوصول إلى نهائي كأس آسيا دون أن تتلقى شباك فريقه أي هدف، أليس هذا إنجازا كبيرا يجدر بالإدارة التفكير فيه بدلا من الركض خلف آراء ريجي الغريبة في الإبقاء على بينتلي ونيفيز والتفريط بصمام الأمان الدفاعي. ويضيف ما فعله كواك في أستراليا امتداد لتألقه محليا فأن تصل لنهائي آسيا مع ناديك ومنتخب بلادك، وفي الموسم الماضي تصل إلى مونديالين مع ناديك السابق ومنتخب بلادك فذاك يعني أنك خلف كل نجاح، فرط الهلال ب كواك بسبب قناعات ريجي الغريبة وموقفه من اللاعبين المحترفين. ديغاو وكواك كانا ثنائيا قويا نقل الدفاع إلى حالة أفضل والتجارب خير برهان، فالمساس بهذا الخط القوي سيكون خطأ فادحا ترتكبه الإدارة ويدفع ثمنه الهلال، كان هناك العديد من الخيارات التي كان يجب أن ترى الإدارة فيها حلا بعيدا عن خط الدفاع، فالمحور مثلا لدينا محمد القرني إلى جانب كريري، وفي منتصف الملعب هناك الشلهوب وعبدالعزيز الدوسري إلى جانب الفرج والعابد والدوسري فضلا عن عبدالله عطيف، ولكن مع الأسف مازال التفريط بمكتسبات سامي مستمرا. وجاءت حصيلة كواك معززة لكلام الجماهير إذ تمكن من اللعب 10 مباريات أساسيا من أصل 12 مباراة وبلغت الدقائق الملعوبة 855 دقيقة، قطع الطريق أمام 18 كرة، والتحم 6 مرات وبلغت الالتحامات الناجحة 67 %، وقام بتخليص 26 كرة. وعلى الرغم من أنه يلعب في مركز المدافع إلا أنه تمكن من تسجيل هدف وصناعة فرصتين وبلغت دقة تمريره 85 %، وسدد 11 كرة 3 منها على المرمى. وحصل كواك على بطاقتين صفراوين، فيما لم ينل أي بطاقة وارتكبت لصالح 7 مخالفات وضده 11 مخالفة.