أكد ل «عكاظ» عدد من المعلمين والمعلمات، أن قرار تخفيض ساعات العمل في مدارس القرى النائية، يعطي العاملين راحة نفسية أكثر، ويخفف من معاناتهم من مشقة السفر ذهابا وإيابا، ما ينعكس إيجابا على دعم العملية التعليمية والتربوية، مشيرين إلى صعوبة توفير شروط تطبيق هذا التخفيض. ففي الأحساء، وصف عدد من المعلمين والمعلمات، تخفيض ساعات العمل في المدارس النائية، ب «القرار الإيجابي» الذي يعوضهم عن ما يعانون من مشقة، ويميزهم عن زملائهم العاملين في المدن. وأوضح المعلم محمد بن راشد بن نديلة المري، أن الإنتاج مرتبط بالراحة النفسية التي تتحقق بتخفيض ساعات العمل، وقال: «هذا التخفيض يتيح للمعلمين راحة نفسية أكثر، خاصة أنهم يتعبون بسبب مشقة السفر من أماكن بعيدة، ويتجهون إلى مدارسهم قبل بداية اليوم الدراسي بعدة ساعات، ويقضون عدة ساعات في العودة، ما يسبب لهم إرهاقا كبيرا». وأكدت سارة عبدالله (المعلمة في إحدى المدارس بإحدى الهجر النائية)، أن الحكم لا زال مبكرا على التجربة، لكن بالتأكيد ستكون ذات فائدة وتخفف الأعباء على كاهل المعلمين والمعلمات، مشيرة إلى أن المعلمات يواجهن خطر الحوادث في المشوار اليومي لمدارسهم ذهابا وإيابا. وأكد المعلم عبدالله العرجاني (في إحدى المدارس النائية)، أن تطبيق القرار سيساعد في زيادة إنتاج المعلمين. وفي تبوك، أكد المعلم خالد فايز السحلي أن تخفيض ساعات العمل سيحقق التوازن، ويخفف لهم عناء السفر يوميا ويدعم المعلم والمعلمة ويدفعهم للعمل بنفسية مرتاحة، ما يؤدي في الأخير لخدمة العملية التعليمية. وقالت المعلمة قسمة محمد: «هذا القرار بمثابة دافع لنا لمضاعفة العطاء وأداء عملنا بكل أريحية، كما أننا نقبل العمل في المناطق النائية بسبب هذا الحافز». من جهتها، اختارت إدارة التربية والتعليم بمنطقة الباحة، مدرسة «حمنة بنت جحش» بالبعيثة بالعقيق، أول مدرسة لتطبيق خفض دوام المعلمات عليها، وأكد مدير التعليم بالمنطقة سعيد مخايش، على بدء دراسة القطاعات وتقييم وضع المدارس في المراكز الوعرة والبعيدة. وكانت لجنة برنامج المدارس الوعرة بالمنطقة قد عقدت عددا من الاجتماعات وشرعت في تفعيل القرار منذ اليوم الأول للفصل الدراسي الثاني لهذا العام، وشكلت الإدارة لجنة مشرفة لمتابعة تنفيذ البرنامج بمدرسة «حمنة بنت جحش» زارت المدرسة واجتمعت بالمعلمات والهيئة الإدارية، وحددت رغبات المعلمات، ووزعت الجدول الدراسي بما يكفل سير العملية التربوية والتعليمة بصورة إيجابية ويخفف العبء التدريسي على المعلمات. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي في تعليم المنطقة محمد هضبان أن العملية التعليمية والتربوية تسير بشكل طبيعي في هذه المدرسة، ما يؤكد نجاح تطبيق القرار وانسجامه مع تطلعات المعلمات في المراكز والهجر النائية. وفي حائل، أكد المعلم عبدالله فاضل الشمري، أن هذا القرار جاء في الوقت المناسب، لحل بعض مشكلات المعلمين والمعلمات التي يواجهونها، إما بسبب المسافة أو نقص الخدمات وكذلك الجو الدراسي الذي يختلف كثيرا عن داخل المدن. من جهته، أوضح المعلم حمود سميحان الشمري أنه من السابق لأوانه الحكم على إيجابيات وسلبيات هذا التوجه، واستدرك «أن وزارة التربية والتعليم اتخذت هذه الخطوة بعد دراسة ودراية وهي في مجملها إيجابية وسنرى نتائجها في القريب العاجل». ويرى المعلم مناور ظاهر الشمري أن قرار التخفيض صائب ويصب في مصلحة الجميع، ولكنه يحتاج لدعم الكوادر التعليمية وزيادة عدد المعلمين في المدارس النائية. وفي المدينةالمنورة، أكد عدد من المعلمين والمعلمات أن اقتصار دوام المعلمين والمعلمات على 3 أيام أسبوعيا لن يطبق في كثير من القرى مع وضع شروط يصعب توفيرها في كثير من المعلمين والمعلمات. وقال المعلم شهاب بخاري (معلم في مدرسة في الحناكية): «إن المعايير تشمل: المسافة التي تقطعها المعلمة للوصول إلى مدرستها وتطبق في حالات: إذا كان الطريق «معبدا»، حددت المسافة ب 150 كلم فأكثر، إذا كان الطريق «صحراويا» حددت ب 100 كلم فأكثر، إذا كان الطريق «وعرا» حددت المسافة ب 30 كلم فأكثر، إضافة لمعياري معدل استقرار المعلمات في المدرسة وعدد الطالبات فيها المدرسة، وهذه الشروط يصعب تطبيقها في النائية. من جهته، يؤكد إبراهيم المباركي معلم بمدرسة العريض أن الشروط تعجيزية.