رحل ملك الإنسانية ملك الابتسامة والتواضع تاركا خلفه إرثا من المحبة برهنته دموع محبيه عند تشييعه.. لا شك أن رحيل الملك عبدالله رحمه الله خسارة كبيرة وصدمة للأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع، فهو صاحب رؤية وحنكة استطاع من خلالها معالجة الكثير من الأمور أهمها السياسية، حيث تمكن بخبرته ودرايته من تجنيب الوطن من آفات الربيع العربي وما صاحبه من اضطرابات وفوضى ودمار، كما كان له موقف ثابت ودور كبير في قضايا إقليمية ودولية علاوة على إصلاحاته الداخلية.. لقد كان عهده رحمه الله حافلا بالإنجازات والمواقف العظيمة والمشهودة له بمناصرة قضايا الإسلام والمسلمين والتصدي للإرهاب ومكافحته، علاوة على جهوده الإصلاحية في الداخل والمشاريع التي تشهدها معظم مدن المملكة وأضحت نهضة تعليمية وتنموية تاريخية هدفت في المقام الأول لخدمة المواطن والمقيم على حد سواء، كما أن إسهاماته ورعايته لفئة المحتاجين كانت من أولوياته رحمه الله، حيث اهتم بهذه الفئة ومنحها الاهتمام من خلال المخصصات المالية والمعونات وتسهيل احتياجاتهم عبر مؤسسات مختصة، كما اهتم بقضايا الإسلام ومناصرتها والدفاع عنها في المحافل الدولية، كما لا ننسى جهوده العظيمة في مكافحة الإرهاب والنأي بالمملكة عن الصراعات التي تشهدها المنطقة والكثير من الأعمال الخيرية والاجتماعية.. لا شك أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله خير من يواصل هذا النهج الذي دأبت عليه المملكة، وهو خير خلف لخير سلف وسيكون بمشيئة الله خير عون للمسلمين ولشعبه فهو صاحب أياد بيضاء ومشهود له بأفعال الخير، وسيواصل خطى التطور والازدهار والرقي بمملكتنا الحبيبة، ومواصلة النهج القويم لهذه البلاد التي تعتمد على كتاب الله وسنة رسوله، وتسعى لخدمة الحرمين الشريفين والمسلمين في شتى بقاع الأرض ونصرة قضاياهم الدولية وتقديم الدعم المادي والمعنوي للدول المحتاجة والمنكوبة. إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لهو خير خلف لخير سلف بجانب ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، القادرين بعون الله على قيادة هذه البلاد ومواصلة النهضة والتنمية والتطور في مختلف مناحي الحياة، والشعب السعودي بمختلف أطيافه وفئاته خلف قيادته ومعهم في السراء والضراء، ويدركون أهمية الالتفاف حول ولي الأمر وتواصل اللحمة الوطنية والوقوف صفا واحدا في هذه المرحلة الهامة والحساسة التي تحتاج إلى رؤية ثاقبة والمتجسدة في الملك سلمان أمده الله بالصحة والعافية، فهو خير من يقود هذه البلاد ويحافظ على أمنها واستقرارها ومكتسباتها.