ذكرت منسقة برنامج الزواج الصحي بالعاصمة المقدسة الدكتورة هدى نور الدين فلمبان أن الشؤون الصحية في العاصمة المقدسة حددت ثلاثة مراكز لاستقبال الفحوصات الطبية للراغبين بالزواج في كل من مستشفى النور التخصصي، النساء والولادة والأطفال، حراء العام، وبينت أنه تم فحص 1712 حالة في المراكز الثلاثة في مطلع العام الهجري الحالي1436ه، و19110خلال العام المنصرم1435ه، مشيرة إلى أن شهادة الفحص تعد وثيقة رسمية وأحد مكونات الأوراق الرسمية الواجب إبرازها لمأذون الأنكحة لاستكمال إجراءات عقد النكاح. وذكرت أن الفحوصات تجرى على أكثر أمراض الدم الوراثية شيوعا وانتشارا في المملكة هما (الأنيميا المنجلية، ومرض التلاسيميا) وبعض الأمراض المعدية كالالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) و(ج)، إضافة إلى مرض نقص المناعة المكتسبة(الإيدز)، مشيرة إلى أن ظهور نتائج الفحوصات وإصدار الشهادة الخاصة بها تتطلب 10 أيام من تاريخ سحب عينة الدم، وقد تستغرق بعض الحالات أسبوعين أو أكثر التي تحتاج لعمل تحاليل تأكيدية لتثبت أو نفي الإصابة خاصة في حالات الأمراض المعدية. وقالت فلمبان: «إن إيجابية الفحص عن الأمراض المستهدفة بفحص ما قبل الزواج التي تم ذكرها سابقاً؛ لا تمنع اقتران الخطيبين ببعضهما؛ لأن انطلاق برنامج الزواج الصحي عام 1425ه جاء بناء على أمر من المقام السامي، والذي يتضمن أن يكون الفحص الطبي قبل الزواج إلزاميا على جميع المواطنين والمواطنات الراغبين بالزواج، مع ترك حرية إتمام الزواج للطرفين بصرف النظر إن كانت النتيجة إيجابية أو سلبية، مع تقديم الاستشارة الطبية لهما لتوضيح الأضرار المترتبة على نتائج الفحوصات السلبية لهما». وبينت بأن استخدام كلمة «متوافق» وغير «متوافق» في شهادة الفحص تقتصر على أمراض الدم الوراثية (الأنيميا المنجلية، ومرض التلاسيميا) ولا تشمل الأمراض المعدية، حيث إن كلمة «التوافق» تعني أن نتائج كلا الطرفين في هذين المرضين سليمة أو أحدهما سليم والآخر حامل للجينات المعتلة بالمرض (لكن لا تظهر عليه الأعراض المرضية) ويعتبر هذا الزواج آمن؛ لعدم وجود احتمالية ولادة طفل مصاب بالمرض بين ذريتهما مستقبلاً، أما «عدم التوافق» يقصد بها بأن نتائج كلا الطرفين غير سليمة أي كلاهما حاملين للجينات المعتلة بالمرض أو مصابين به، أو أحدهما حامل للجينات المعتلة والآخر مصاب بالمرض وفي هذه الحالة يكون الزواج غير آمن واحتمال إصابة أبنائهما كبيرة جدا. وأضافت، «وفي هذه الحالة يتم تحويل الحالة إلى قسم المشورة الطبية بمستشفى الولادة والأطفال لتقديم الاستشارة الطبية بوجود «ولي أمر الفتاة» لتوضيح احتمالية انتقال هذه الأمراض إلى الأبناء مستقبلا وإعطاء البدائل والخيارات أمامهما من أجل مساعدتهما على التخطيط لأسرة سليمة صحيا وتصدر شهادة الفحص بناء على رغبتهما في إتمام عقد النكاح». وذكرت أنه فيما يخص الحالات الإيجابية للأمراض المعدية لا تعتبر غير متوافقة؛ حيث يتم التعامل معها بإحالة الطرفين إلى قسم المشورة الطبية لشرح الوضع الصحي للمريض واحتمال انتقال العدوى وشرح طرق الوقاية من العدوى وإحالة المصاب إلى القسم المتخصص للمتابعة وتلقي العلاج وإحالة الطرف غير المصاب لتلقي اللقاحات المناسبة في حالة مرض التهاب الكبد الفيروسي(ب). واختتمت فلمبان حديثها بأن مراكز الزواج الصحي تقوم بتوعية المجتمع بأهمية إجراء الفحوصات الطبية قبل الزواج، وأهمية الاستجابة للمشورة الطبية عن طريق البرشورات والكتيبات التي يتم توزيعها في الندوات والمحاضرات واللقاءات التثقيفية في المدارس والجامعات والمعاهد والكليات، والمجمعات التجارية والجمعيات المؤسسات الخيرية والاجتماعية بواسطة فريق عمل برنامج الزواج الصحي بصحة العاصمة المقدسة.