تحولت «جادة عكاظ» إلى حراك متنوع ينقل الزائر للسوق إلى أجواء التراث والثقافة والفكر والأدب والاقتصاد، ويعود بذاكرته إلى ما كان عليه «سوق عكاظ» القديم قبل آلاف السنين، وهو الأمر الذي جعل الجادة هدفا رئيسيا لزوار «سوق عكاظ» الحديث. الجادة التي تشرف عليها الهيئة العامة للسياحة والآثار، تمثل العنصر الرئيسي في برامج وأنشطة السوق، وشهدت تنظيم سلسلة من المعارض المتخصصة، للتعريف بمساهمات الوزارات والهيئات والقطاعات الحكومية المشاركة في مجالات الثقافة والعلوم والمعرفة، والتواصل مع الجمهور الراغب في التعرف على طبيعة أعمال تلك الجهات وإنجازاتها. وينتقل الزائر في الجادة من الفلكلور إلى معارض الحرف اليدوية، والعروض الثقافية والتاريخية، وعروض الشعر العربي في المسارح المفتوحة، وعروض الخيل والإبل على طول الجادة، وعروض الرياضات التراثية، وعروض الحرف والصناعات اليدوية، والأسر المنتجة، والمقتنيات الأثرية والتراثية، وأسواق المأكولات الشعبية، وعروض منتجات العسل، ومنتجات الورد الطائفي. وأكثر ما يستوقف زائر «سوق عكاظ» هي العروض المسرحية التي تقدم يوميا على طول الجادة، وما يسمى ب «مسرح الشارع»، وبعرض حي ومباشر على مدى 45 دقيقة، يحاكي فيه أكثر من 170 شخصا الحياة والنمط الذي كان يعيشه الناس في مسرحية بطلها الشاعر «عمرو بن كلثوم» كالحركة التجارية والأسواق، والقوافل، والشعر، والمعلقات، والخطابة، وغيرها من فنون الأدب والثقافة في سوق عكاظ. من جانب آخر، تباينت آراء زوار «سوق عكاظ» وانطباعاتهم حول «مسرح الشارع»، الذي تشهده «جادة عكاظ» يوميا، في عرض مسرحي عن الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم، بعنوان «فارس قومه»، الذي أخرجه ممدوح سالم، وألفه الكاتب عبدالرحمن الزهراني. وأوضحوا أنها لمست طفرة كبيرة في مستوى المهرجان، خاصة بعد أن تمت مضاعفة مساحته بمقدار 4 ملايين متر مربع لتصل إلى أكثر من 10 ملايين متر حافلة بالفعاليات والخدمات المتنوعة، واعتبرت البيشي أن الإضافات لاسيما على مستوى الخدمات تستحق الإشادة والتقدير لكل القائمين على هذا الحدث السنوي الكبير. تهاني عبدالله (سيدة أعمال)، وأميرة العصيمي (معلمة ثانوية)، وهتاف البيشي (طالبة جامعية)، وعبدالرحمن الصال (طالب في المرحلة المتوسطة)، وعلي حسن (القنفدة)، وعبدالله غزاوي (مكةالمكرمة)، وصفوا فعاليات «الحرف اليدوية» أنها نافذة خير لكثير من المواطنات وسيدات الأعمال الناشئات، مؤكدين أنهم خرجوا من العرض المسرحي «فارس قومه» بمعلومات لم يعرفوها من قبل عن الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم، موضحين أنهم شاهدوا طفرة غير مسبوقة في مستوى المهرجان هذا العام، سواء من حيث المساحة أو الخدمات التي تم استحداثها، وعبروا عن انبهارهم بالجادة التي بلغ طولها (كيلو متر)، إضافة إلى مسرح الفنون الشعبية، والمتنزهات والمعارض ومواقف السيارات، وأشاروا إلى أهمية المهرجان باعتباره واجهة لعكس التراث الذي يميز المنطقة ويظهر تاريخها العريق منذ أقدم العصور. مواطن سبعيني، جاء المهرجان برفقة حفيده لمتابعة فعالياته، أن مثل هذه الفعاليات تربط الأجيال ببعضها البعض، وتعزز روح المواطنة داخل الأجيال الشابة، وتمنى من القائمين على المهرجان أن يواصلوا المسيرة دائما، وأن يوثقوا العديد من الشخصيات التاريخية التي لا يعرف عنها الجيل الجديد شيئا من خلال أعمال فنية كما في عرض «فارس قومه»، وأضاف أنه حرص على اصطحاب حفيده ليستفيد من هذه الفعاليات بمعرفة جزء من تاريخ وطنه.