فيما وصف باحتمال عودة البوشية مرة أخرى للرئاسة الأمريكية، استقال حاكم ولاية فلوريدا السابق جيب بوش من عضوية مجالس إدارات الشركات والمنظمات غير الربحية بما في ذلك مؤسسة التعليم التي يمتلكها ليقترب بذلك أكثر من الترشح الرئاسي المحتمل لانتخابات الرئاسة عام 2016. وكان جيب بوش قد أعلن في 16 ديسمبر من الشهر الماضي أنه يدرس بجدية ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة. وأوضحت صحيفة واشنطن بوست، أن بوش استقال أيضا من منصب كان يحصل مقابله على أجر، يتعلق الأمر بمستشار لشركة تعليم تستهدف الربح وتقوم ببيع الدورات التدريبية على الإنترنت لطلبة الجامعات في مقابل الحصول على حصة من المصروفات الدراسية. ونوهت الصحيفة إلى أن تلك الخطوة، توجت سلسلة من التحركات التي أجراها بوش لتسليط الضوء على المصالح التجارية التي زادت من شأنه منذ تركه منصبه كحاكم لولاية فلوريدا في عام 2007. لكن يبدو أن بوش متأخر أمام منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون التي نالت في استطلاع رأي نشر نهاية الشهر الماضي 54 في المائة من الأصوات مقابل 41 في المائة لجيب بوش في منافسة محتملة في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2016. من جهة أخرى، توفي الحاكم الديموقراطي السابق الذي كان أيضا مرشحا محتملا للرئاسة الأمريكية عن عمر ناهز 82 سنة بإخفاق في القلب، وذلك بعد ساعات من تنصيب ابنه الأكبر أندرو كومو حاكما لولاية نيويورك للولاية الثانية. ماريو كومو كان شخصية تركت بصمتها في الولاياتالمتحدة ليس فقط بصفته حاكما لولاية نيويورك لثلاث ولايات امتدت من 1982 إلى 1994 ولكن أيضا لبلاغته التي اشتهر بها في خطاباته الشعبية. وكان كومو المعروف ببلاغته الخطابية ومعارضته إعادة العمل بعقوبة الإعدام في نيويورك، اكتسب شهرة على المستوى الوطني بعد خطاب ألقاه في مؤتمر الحزب الديموقراطي سنة 1984. فقد أنكر في هذا الخطاب وصف الرئيس الجمهوري رونالد ريغن للولايات المتحدة بأنها «مدينة مضيئة على تلة» تؤمن الفرص للجميع. وأشار كومو إلى أن العديد من الأمريكيين يعيشون في الفقر أو الخوف من خسارة وظائفهم. وقال: إن الحقيقة القاسية هي أن روعة ومجد هذه المدينة لا يتقاسمها الجميع. وقد أشاد باراك أوباما بالحس العالي للخدمة العامة لدى كومو الذي قاد الولاية التي أحبها وكان مدافعا ثابتا عن قيم التقدم والصوت العنيد للتسامح والتكامل والعدالة والكرامة والفرص للجميع. وبدا كومو عدة مرات هو المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح الديموقراطيين إلى الانتخابات الرئاسية لكن هذه الخطوة لم تتحقق. فقد انتخب ماريو كومو حاكما لنيويورك للمرة الأولى سنة 1982 وأعيد انتخابه بسهولة سنة 1986 و1990. لكن في 1994، هزم أمام المرشح الجمهوري جورج باتاكي نظرا لاستياء سكان نيويورك بعد انكماش وانتعاش اقتصادي بطيء. وقد أشاد سياسيون آخرون بكومو ومسيرته المهنية. وقال رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو: إن ماريو كومو كان صاحب مبدأ أرسى قواعد ذهبية في ولاية نيويورك لما يجب أن يكون عليه العاملون بالشأن العام وكان مثالا وما زال يشكل مصدر إلهام لكثيرين منا.