صناديق النفايات ذات الألوان الزاهية والتصميم الأنيق لم تعد تجدي نفعا مع نابشات القمامة، فالأمانة التي أنفقت مالا كثيرا على الحاويات عادت تشكو من سيدات وعمال باتوا يبحثون في أعماقها عن أشياء غير منظورة فأصبحت الأحياء التي زارتها الحاويات الملونة ملاذا آمنا للنابشين والنابشات الذين ينشطون في مهامهم دون وجل أو خوف وكأنهم في مأمن من المراقبة والمتابعة والملاحقة. فهؤلاء كما ينتشرون في أعماق الأزقة والأحياء الشعبية ينقلون أنشطتهم إلى الأحياء الراقية والشوارع العامة ويستخرجون العلب والكراتين من النفايات والإسراع ببيعها على شركات ومصانع قيل إنها تقدم لها مبالغ مغرية مقابل تدويرها وإعادة تشكيلها. من يردع؟ المجهولون يسرحون ويمرحون في الأحياء العشوائية ويقول السكان إن العنصر النسوي الأكثر تواجدا في الأحياء وفي المرتبة الثانية يأتي الذكور ثم الأطفال، إذ تحولت تلك الأعمال التي تجاوزت الأنظمة إلى مهنة يومية لا تجد من يمنعها ويصد العاملين فيها، وللأسف كما يقول السكان ليس هناك قانون رادع ضد هؤلاء، حيث إن هذه الممارسات تحدث أمام الملأ وفي ساعات الذروة وتحت سمع وبصر الجهات المختصة. ويقول علي كريم: إن انتشار النابشين والنابشات بهذه الصورة أمر يسيء إلى الشارع العام والذوق، والمطلوب حلول جذرية تنهي الظاهرة ولا أظن أن الجهات المختصة تعجز عن وضع تدابير حاسمة لهذا الأمر لأن ممارسات هؤلاء أضرت بالسكان والبيئة والمظهر العام، فلماذا لا يتم ترحيلهم إلى بلدانهم؟. عرض وطلب نايف البدر يقول: سأل رجل مجهول الهوية كان ينبش في أحد صناديق النفايات في حي العمارية عن من يشتري منه البضاعة، فقال: إنه اتفق مع صاحب شاحنة لشرائها مقابل 400 ريال، ويعتمد المبلغ على حجم البضاعة ووزنها وطبقا للاتفاق المبرم بين الطرفين والمشتري هو همزة الوصل بين البائع والشركة، ومنها مؤسسات شحن تشتري الكراتين (50 كرتون ب150 ريالا) ويعتبر المبلغ جيدا لكل الباعة.