يشكل العنف الأسري أو المنزلي أو العائلي تهديداً خطيراً للكثير من النساء والأطفال وله علامات قد تكون واضحة أو غامضة ويجب علينا التعامل معه بطريقة جدية وواضحة ، فقد يكون العنف من الزوج أو أحد الأقارب ( الأب ، الأخ ، العم ) ويحدث هذا السلوك المؤذي مرة تلو الأخرى فيتم الاعتذار ثم يتكرر السلوك ثم الاعتذار مرة أخرى حتى يعتاد المعنف على سوء المعاملة وينتج عن ذلك شعور حقيقي مليء بالألم العاطفي والجسدي والنفسي . ويأخذ العنف العديد من الأشكال بما في ذلك العنف العاطفي والاعتداء الجنسي والجسدي بل إنه حتى مجرد التهديد بالاعتداء يعتبر عنفا، كما يتعرض بعض الرجال لسوء المعاملة والعنف ولكن في أغلب الأحيان يكون العنف موجها إلى النساء و الأطفال . وقد لا يكون من السهل التعرف على العنف الأسري من البداية لأن بعض العلاقات السيئة قد تكون غير واضحة ثم يزداد سوء المعاملة مع مرور الوقت حتى تظهر على أنها عنف واعتداء، وقد يكون العنف من شخص في المنزل أو من خارجه ولكن دائماً ما يكون قريبا و معروفا. والبداية دائما ما تكون باستخدام الألقاب السيئة والأسماء المنبوذة والشتائم ومحاولة منع الشخص من الذهاب إلى الأماكن المرغوب بها مثل العمل أو المدرسة أو منعه من رؤية أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو التحكم في كيفية وكمية إنفاق الأموال أو في بعض الأحيان استخدام السلاح بطريقة مازحه او استخدام الركلات، والدفعات، والصفعات. وفي بعض الأحيان يزيد العنف المنزلي أثناء الحمل وهذا يؤثر على صحة المرأة الحامل وجنينها ويستمر تأثيره حتى بعد ولادة الطفل ، ودائما ما ينتج عن العنف خسائر كثيرة منها المادية والعاطفية إضافة إلى الأضرار النفسية وحالات الاكتئاب والقلق. وبسبب ازدياد عدد حالات العنف في السنوات الأخيرة نظمت حملات جادة تهدف إلى التصدي للعنف الأسري ضد النساء والأطفال وتكريس التوعية بأضرار العنف بمختلف اشكاله . (*) أستاذ علم أمراض النساء والولادة كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.