لست مع من يقول: إعلاميو اليوم منحازون، بل مع من يقول إنهم أشد تعصبا من المتعصبين أنفسهم! إذا كان للتعصب الرياضي لون وطعم ورائحة فتجده في الإعلام الرياضي. كان هذا غيضا من فيض من محاضرة عن التعصب الرياضي في أحد المخيمات الشبابية، ويا ليتني لم أحضر! لقد وجدت صراخنا وانفلاتنا وردح بعضنا ماثلا أمامنا صوتا وصورة، ولم أجد بدا أمام هذه الحقيقة إلا القول إن التعميم يضعف من جوهر القضية، أي قضية، في محاولة مني للتخفيف من هول الصدمة التي عشتها، وامتصاص غضب حضور كان تصفيقهم دليل إدانة للإعلام الرياضي قبل أن يكون تقديرا لي! إن أردتم الحقيقة، المجتمع الرياضي وهو يمثل نسبة كبيرة من مجتمعنا بات يدرك حقيقة إعلامنا الرياضي المصنف مع مين وضد مين ولصالح مين؟ في الوقت الذي تتبارى فيه الجماهير في إبراز الوجه الجميل لأنديتها من خلال التيفو والحضور الجماهيري ولوحات التحفيز للاعبين، ثمة منا من يباري زميله الآخر في مقولة «متعصب لا تكلمني»، ومن أراد أن يضحك أكثر يزور حسابات إعلاميي «متعصب لا تكلمني» في كاشف الحقائق تويتر، أما البرامج فيا ليل طول شويه! حدث في دورة الخليج بيني وبين الكابتن عبدالله وبران مشادات كان آخرها في ليلة الختام، وإلى الآن أدفع ثمنها من إعلام وجماهير الأندية، في وقت لو كان قاسم الخلاف المشترك ناديا وليس المنتخب كان تم استقبالي في المطار استقبال الأبطال، لكن طالما الحدث معني بالمنتخب واتحاد الكره أنت مخطئ، أي أنا مخطئ! هنا لا أتباهى بزلة ندمت عليها، ولكن أصور وأتصور المشهد من زاوية إعلام «متعصب لا تكلمني» الذي هو اليوم معنا أينما نحل! في البرامج الموجهة، امدح ناديك ودافع عن ناديك، لكن حذارِ أن تدافع عن المنتخب والاتحاد ومدرب المنتخب، فهنا تصنف بأنك مداهن ومجامل ومتلون! الإشكالية التي هي بيننا أن المتعصبين حينما تكون القضية خارج نطاق ناديهم يتحدثون بهدوء، ومرات قليلة بموضوعية، أما إذا مسست حبيب القلب بكلمة حتى ولو كانت عادية خذ من الكلام المباح وغير المباح! قلتها، وأكررها ألف مرة: المنتخب يظل ظهره مكشوفا كما هو حال اتحاد الكرة الضرب فيه جائز بشتى أنواع العبارات! قلتها، وقالها معي كثر: الأندية محمية والمنتخب والاتحاد السعودي ساحة من ساحة التباري في جلد هذا أو ذاك! كان الجمهور يردد ما نقول، واليوم بات يردد إعلام «متعصب لا تكلمني» ما يريده الجمهور، أعني شريكهم في التعصب كيف لا وهم أبواق لهم. اللعب مع الأهلي نهايته خسارة موجعة، ولهذا أنصح صديقي أن يضبط ساعته على الدقيقة تسعين، ويترك الوقت بدل الضائع لمن قتلهم فراغ الابتعاد عن الرياضة، أقول ابتعاد وليس إبعاد؛ لمراعاة شعور محبيهم فقط، ولا بأس أن أذكر صديقي من باب المحبة أن الأهلي وإن طال صمته لا بد أن ينطق، وعندها سيقول كثيرون: «حج يا حاج»!