حفظ سعدت كثيرا عندما تابعت في الصحف حفل تكريم العم الأستاذ عبدالله خياط وهو يستحق فعلا التكريم ويستحق هذه المكانة وأكثر، ولقد عرفته طوال سنوات من خلال كتاباته الأدبية ومن خلال صداقته الطويلة مع والدي رحمه الله، وما كان بينهما من أخوة ومواقف كثيرة. والحقيقة أن ما كان دائما يستوقفني فيما يكتبه العم عبدالله الجرأة والمبادرة والفكر الحر المبني على علم ودراسة، وأنا أحسب أنه في السنوات الأخيرة كما هي الحال في التجارب الثرية أصبح يقول الكثير بكلمات بسيطة، ويشير إلى مشكلات حساسة، ويسأل الأسئلة المناسبة التي تدعو إلى التفكير والتفكر، فتجد طرحه دائما مختلفا، والزوايا التي ينظر منها إلى المواضيع مختلفة، وتشير إلى عمق الرصد، والرغبة الحقيقية في لفت نظر المجتمع للقضايا المهمة، بأسلوبه السهل الممتنع، فكلماته البسيطة تحوي معاني عميقة، وهذا هو النوع الصعب من الصنعة الفنية في الكتابة التي لا يحصل عليها الإنسان إلا بموهبة أصيلة وتجربة ثرية عميقة. وأنا أضم صوتي إلى أصوات من كرموه، وأتمنى له التوفيق وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يطيل النفع به وأن يمتعنا دائما بفكره المتجدد المستنير، فهنئيا لك يا عم عبدالله وهنيئا للأدب بفارس من فرسان كلمة الحق من جيل الرواد.