يغضب الاتحاديون حينما نقول جدة أهلي وبحر، ويحتج الأهلي بصوت عالٍ إن حاول بعض الصحب منح الاتحاد هذه الصفة، لكن ما هو ثابت أن جدة تعشق الأهلي وتحب الاتحاد، وما هو أكيد أن ديربي الغد سيقدم الوجه الجميل لتنافس الملكي والعميد، ولا ضير أن نكون جزءا من هذا الديربي الذي بدأت ملامحه من خلال نفاد التذاكر، وبدأنا معه نردد بكثير من التقدير: كم هو جميل هذا التنافس! ملعب مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز على موعد مع رقم آخر من أرقام الأهلي والاتحاد، والتي غطت على مثالب كثر في دورينا، ومنحتنا مدخلا لمعاتبة أنصار النصر والهلال! السؤال عن الأمور الفنية ربما لا يكون مهما في ظل هذا الجنون الجماهيري الذي يحدث قبل القمة بساعات! فنحن، وكل عشاق كرة القدم في العالم العربي، موعودون بليلة خيالية من ليالي الفاتنة جدة تلك التي سكنتنا قبل أن نسكنها! أهلي واتحاد وبينهما إرث تنافسي أكبر من اختزاله في نصف قرن، أي أن التاريخ يحفظ لهما أولويات تشاركهما فيه الوحدة التي كانت كأنها لم تكن، والسبب يعرفه عشاقها! مغامر من يعتقد أن هذا الديربي سينتهي لطرف على حساب آخر، ومغامر جداً من يعتقد أن الأهلي سيأخذ نقاطه ويمضي، فنحن وإن غالينا في توقعاتنا، إلا أننا نحترم هذا الديربي العريق، ونحترم كل ما فيه من قدرات ألأضعف بها قد يكسب الأقوى، مع يقيني أن لا يوجد اليوم أضعف، بل كلا الفريقين قوة ضاربة! المحللون قد يذهبون إلى الأدوات، وعلى ضوئها يصدرون أحكامهم، والتي قد ينسفها هدف، وربما يؤكدها أكثر من هدف! في داخل المباراة سيكون عدة مباريات بين مدافعين ومهاجمين وبين اللاعبين المهاريين، سيكون هناك استعراض قدرات! وعلى هامش المباراة ثمة مباراة بين الجمهور سيغني لها الحمام والكروان، وسيتفاعل مع هذا العزف أقدام تأكل العش! حرب التيفو وحرب التقليعات سيأخذ من الملعب المساحة الأكبر والصورة الأجمل، ومع جمال المنظر لنا أن نفاخر بعروس تأبى إلا أن تشارك الأهلي والاتحاد حكاية مساء أخاذ! سألت من يهوى التوقعات، فقال: صعبة، وسألت من لا يحب التوقعات، فقال: تعادل، وسألت من يلعبها صح عن توقعاته، فقال: سيفوز الأهلي بفارق هدف، وقال في إجابة أخرى: الاتحاد سيفوز بفارق هدفين، فضحكت ولم يغضب! أخيرا: اليوم نلتقي على طاولة عرض فيها هدف المغرب ستسجله المدرجات!.