رغم انتشار الكثير من الجمعيات الخيرية لخدمة الأيتام، ورعايتهم، إلا أن الساحة لازالت شاغرة لملء الفراغ الكبير بين القول والعمل. هناك العشرات من الأيتام لازالوا يحلمون بالعش الآمن والتطور، لكن تبقى برامج بعض الجمعيات قاصرة على العمل، إما لخلل ونقص في الأموال والموارد، أو لخلل في البرامج. وفيما تتسارع الجهود التطوعية للمزيد من سد الخلل وتوفير الموارد الكافية لإدارة البرامج، ولدت «تمكين» بموافقة من وزير الشؤون الاجتماعية، وبناء على طلب من مجموعة من النخب الاجتماعية الفاعلة في المنطقة الشرقية ومجموعة من رجال الأعمال، كجمعية خيرية تشرف على رعاية الأيتام ذوي الظروف الخاصة. لكن «تمكين» عندما ولدت أرادت تقديم نموذج مغاير عما تم تقديمه، وإن كان مماثلا في إطار العمل التطوعي لخدمة هذه الفئة الغالية، حيث رفعت شعار «تمكنهم من الاستقرار الاجتماعي وأسباب العيش الكريم والمشاركة بالتنمية بالاعتماد من بعد الله على أنفسهم دون مساعدة من أحد». «عكاظ» التقت المدير العام للجمعية خالد الخان، للتعرف على المهام والهدف والبرامج الحالية والمستقبلية. ● ما هو الهدف من «تمكين»؟ - اهتمت تمكين في بدايات نشأتها بجانب الدعم والمساندة المالية المباشرة للأيتام وللجهات المشرفة عليهم، حيث تقدم لأيتامها الرعاية الصحية والتعليمية بما في ذلك الابتعاث للدراسة والرعاية الاجتماعية، بما في ذلك دعم تكاليف السكن والسلال الغذائية والسلة الرمضانية وكسوة العيد والمساهمة بسداد الفواتير وشراء الأثاث، بما في ذلك الأجهزة الكهربائية والمساهمة بإصلاح السيارة وتغطية الحوادث وتأمين للسيارة وتمكين الأيتام من الحج والعمرة. ● وما هي فلسفة جمعية «تمكين»؟ - الاهتمام بجانب الدعم والمساندة لا يحقق فلسفة الجمعية ورؤيتها المنبثقة عن تلك الفلسفة وهي «أن نقدم نموذجا رياديا في تطوير بيئة رعاية الأيتام ذوي الظروف الخاصة بكافة مراحلها ودمجهم بالمجتمع وتمكينهم؛ ليكونوا سواعد بناء مميزة فاعلة في التنمية». ● ما هي الرسالة التي تتمحور حولها البرامج والمشاريع والآليات والجهود لتلك الجمعية؟ - الرسالة التي نود إيصالها هي «المشاركة الريادية في معالجة الاتجاهات والمواقف والسلوكيات السلبية السائدة في بيئة رعاية الأيتام ذوي الظروف الخاصة بكافة مراحلها وتنميتها، ورعاية البالغين منهم نفسيا واجتماعيا وتربويا واقتصاديا بشكل مباشر وغير مباشر». ● على ماذا ستركز الجمعية جهودها لتطوير بيئة اليتيم؟ - سيتم التركيز على تطوير تلك البيئة بكافة مراحلها وتذليل عوائقها وتنمية اليتيم مهنيا وتربويا، ليتحول من حالة الأخذ إلى حالة العطاء، ومن حالة الضعف إلى حالة القوة، ومن حالة اليد الدنيا إلى حالة اليد العليا، وأن البرامج التأهيلية المتنوعة يتم العمل عليها حاليا في تمكين؛ لتنمية بيئة اليتيم وعناصرها بشكل غير مسبوق وتنمية اليتيم لتمكينه، والدولة سخية جدا مع الأيتام، إلا أن المخرجات دون المستوى الذي تنشده لحضور البعد الرعوي بكافة أبعاده وضعف البعد التربوي بكافة تفاصيله، وهو ما تحرص عليه جمعية تمكين للتكامل مع جهود الدولة (رعاها الله) لتحقيق الأهداف المنشودة. ● كم عدد الأبناء والبنات الذين ترعاهم حاليا «تمكين»؟ - ترعى تمكين 96 ابنا عازبا، و25 ابنا متزوجا مع عائلاتهم، بالإضافة إلى ابتعاث 5 أبناء بين المملكة والخارج، وابتعاث ابن آخر إلى أستراليا لاستكمال دراساته العليا، كما أنه سيكون محور الاهتمام القادم للجمعية، البنات اليتيمات لتشملهم خدمات «تمكين» اجتماعيا، أكاديميا ومهنيا علما أن عدد البنات هو 104 في الدمام و73 في الأحساء. ● مم يتكون مجلس إدارة «تمكين»؟ - يتكون مجلس الإدارة من عدد من الأعضاء الفاعلين وهم: سعود الأنصاري وفهد البنعلي، عبدالسلام الجبر، حسن العماري، محمد الدوسري، سامي الحكير، غدران غدران، عبدالعزيز الخريجي، أحمد الراشد، عدنان النعيم، علي التركي. ● هل لديكم اتفاقيات مع الجهات ذات العلاقة لتفعيل الخدمات التي تتبناها «تمكين»؟ - هناك اتفاقيات متعددة مع العديد من الجهات، ومنها اتفاقية وقعت أخيرا لتدريب وتأهيل الأيتام وذوي الظروف الخاصة بمرحلة الشباب في مجالات مختلفة متضمنة، كذلك ما يقارب 20 أسرة يتيمة من خلال إدراجهم في برامج التنمية والتدريب، مع مجموعة روابي بالخبر، وهذه الاتفاقية تهدف إلى جعل الأيتام أعضاء فاعلين بالمجتمع من خلال تدريبهم وتأهيلهم في تخصصات متنوعة تمكنهم مستقبلا من شغل وظائف بالقطاعين الحكومي والخاص، وهناك نماذج ناجحة من الأيتام الذين تجاوزوا الصعوبات، محققين شهادات عليا من خلال التحاقهم ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وتخرجهم من أرقى الجامعات المحلية والعالمية.