أوضح وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي أن أسعار النفط تكشف عن واقع السوق، واستغرب من المطالبين بضرورة خفض الإنتاج قبل اجتماع أوبك المقبل متسائلا بقوله: لماذا ينبغي لنا خفض الانتاج ؟. جاء ذلك خلال تصريح له على هامش مؤتمر سنوي للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في ليما عاصمة بيرو. وأكد على أن سوق النفط هي القادرة على استعادة التوازن دون تدخل المملكة، وقال: إن انتاج المملكة بلغ ما بين 9.6 9.7 مليون برميل يوميا في شهر نوفمبر وهو رقم يتسق مع تقديرات أكتوبر، موضحا أن ذلك لن يتغير إلا إذا طلب آخرون المزيد من النفط. واختصر حال الأسواق العالمية بجملة قصيرة في رد له على الصحفيين قائلا: أنتم من بلدان رأسمالية، وتعلمون ما تفعله السوق في أي سلعة، إنها ترتفع وتنخفض، وترتفع وتنخفض. وعندما سئل عما إذا كان يشعر بالقلق إزاء أسعار النفط الحالية، قال: هل رأيتموني قلقا قط ؟. إلى ذلك أفاد المهندس النعيمي خلال كلمة له في مؤتمر أطراف اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي بأن الاتفاقية الجديدة المزمع إبرامها في عام 2015م تحتاج إلى أن تبنى على مبادئ الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي وعلى وجه الخصوص مبدأ المسؤولية المشتركة ولكن المتباينة لجميع الدول. ودعا إلى تحفيز ومساعدة الدول النامية في تحقيق أهدافها بدلا من فرض الإجراءات عليها، على أن تأخذ الدول المتقدمة الريادة في ذلك، وقال معالجة القضايا التنموية الرئيسية كتباطؤ النمو الاقتصادي، والقضاء على الفقر، ومسائل الأمن الغذائي، يجب أن تتم من خلال تعزيز إجراءات التكيف مع آثار التغير المناخي، بالتوازي مع العمل على تخفيف انبعاثات غازات الدفيئة. وأضاف أن التكيف هو الحافز الرئيس لتحقيق التنمية المستدامة، وهو الوسيلة المثلى لتخفيف انبعاثات غازات الدفيئة، لذا نحن نتفق مع شركائنا في الدول الصناعية على أن التخفيف له دور أساسي في معالجة ظاهرة التغير المناخي، لكننا نرى أيضا أنه من الحكمة أن يؤدي التكيف دورا مماثلا للتأكد من جاهزية الدول لمواجهة الآثار السلبية في حالة عدم مقدرة المجتمع الدولي على تحقيق طموحاته بهذا الخصوص. وتطرق في كلمته إلى الخطوات العملية التي تتخذها المملكة في إطار التكيف، والتنويع الاقتصادي والمنافع المشتركة للتخفيف من الانبعاثات، وذلك استجابة لقرار التنويع الاقتصادي الذي تم اتخاذه في الدوحة، مشيرا إلى عدد من الإجراءات التي تتخذها المملكة لخفض انبعاثات غازات الدفيئة، بما فيها رفع كفاءة الطاقة، واستغلال طاقة الشمس والرياح، وبرنامج احتجاز الكربون وتخزينه (CCUS)، ومشروع الاستخلاص المعزز للنفط عبر حقن ثاني أكسيد الكربون، والتحويل من الوقود السائل إلى الغاز، فضلا عن برامج المملكة للبحث والتطوير في مجال الطاقة النظيفة. من ناحية ثانية رأس المهندس النعيمي اجتماع وزراء العرب ورؤساء وفود الدول العربية الذي عقد على هامش مؤتمر الأطراف العشرين، ودعا فيه إلى توحيد مواقف الدول العربية وتنسيق الجهود فيما بينها لتحقيق أهدافها.