ناشد أهالي المدينةالمنورة بضرورة إنشاء مركز خاص لعلاج وتعليم مرضى التوحد في إشارة منهم لما يعانيه المصابون بهذا المرض وذووهم من فقدان مركز حكومي متخصص لتعليم هذه الفئة من أطفال التوحد في ظل ارتفاع قيمة رسوم المركز الخاص الموجود حاليا في المدينةالمنورة، وانعدام العيادات التشخيصية المتخصصة وخدمات التدريب والتعليم والخدمات الصحية الشاملة، بالإضافة إلى افتقاد المراكز الغذاء الخاص بهم. وأوضح الدكتور محمد العوفي استشاري أطفال نمو سلوكي بمستشفى النساء والولادة والأطفال بالمدينةالمنورة أن تشخيص مرض التوحد كأي عمل بشري لا بد أن يشهد قصورا ونقصا في الخدمة لافتا إلى أن ذلك من الأمور الطبيعية في ظل وجود أعداد كبيرة وإمكانات لا تناسب الأعداد التي تصل الى المراكز والعيادات. من جانبه أكد الدكتور والمستشار النفسي والاجتماعي نايف المرواني على ضرورة إنشاء مركز للتوحد سواء حكوميا أو على غرار جمعية يساهم فيه رجال الأعمال ومحبو الخير مطالبا بزيادة الدعم المالي السنوي للشؤون الاجتماعية حتى تستطيع التغطية التي ازدادت في ظل عدم زيادة الأسعار السنوية التي تسعى إلى زيادة تقديم الخدمة وأهمية عقد دورات لأولياء الأمور في تعلم مهارات التعامل مع مرضى التوحد في المدينةالمنورة. وفي هذا السياق تعاني أم عبدالله التي حاولت دمج ابنها البالغ 9 أعوام في المدارس العادية ولم يتم قبوله في أي مدرسة حكومية كانت أو خاصة مشيرة الى عدم معرفة حالات التوحد وتشخيصها من خلال المركز الصحي الموجود في الحي الذي تسكن فيه ولم تشخص حالته إلا عند سن الرابعة وقد لاحظت الاختلاف فيه منذ صغره ولم يتجاوب مع ندائها أحد مطالبة بأن يوفر قسم مختص لهذه الفئة في المستشفيات. وأضاف شريف همام والد طفلة 6 سنوات مصابة باضطرابات التوحد أن اضطرابات التوحد تعالج بشقين طبي وسلوكي مؤكدا أنه على المستوى الشخصي ومستوى الكثير من الأسر يعانون من الاضطراب الطبي والسلوكي في علاجهم، آملا أن تكون هناك خطة علاجية ابتداء من الطبي الى التأهيل السلوكي. وتقول المعلمة أم عبدالرحمن الأحمدي 6 سنوات: اكتشفت حالة ابني منذ سنتين ونصف ولكن للأسف السنوات تمضي والخدمات الموجودة في المدينةالمنورة قليلة، تشاركها أم عبدالمحسن 11 عاما، قائلة: اكتشفت حالة ابني منذ أن بلغ ثلاث سنوات ونصف كان متطورا جدا إلى عمر السابعة وفي الثامنة تطورت حالته ولم أجد أي مدرسة تستقبله وألحق ابني لمدة سنة ونصف في المركز الأهلي دون أي تحسن أو نتيجة فجميع ملفه يحتوي على تكرار تقييم (لم يستجب) فقمنا بسحبه من المركز نظرا للمبلغ الكبير الذي يتطلبه مع العلم بأن لديه قدرات عالية في الرياضيات والحاسب ولكن ليست هناك جهات مختصة لقبول هذه الفئة. من جهته كشف ل«عكاظ» المتحدث الرسمي لفرع وزارة الشؤون الاجتماعية بالمدينةالمنورة عبدالعزيز الشنقيطي عن اتمام تجهيز وحدة التوحد التي صدرت الموافقة لافتتاحها من وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين بالمدينةالمنورة في مقر مركز التأهيل الشامل بكامل التجهيزات والأثاث موضحا أنه تم استقبال طلبات التوظيف والاختبارات واستلام مسوغات التعيين للمختصين، فيما لا يزال البحث جاريا لندرة المختصين في المجال معيدا ذلك الى مخرجات التعليم الموجود، لافتا الى أن مدير عام فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور نايف بن محمد الحربي يؤكد على قرب افتتاح الوحدة حيث تشهد اللمسات الأخيرة.